كلنا يتوق إلى القيام برحلة عبر البحر يستمتع فيها بالمناظر الخلابة ، وزيارة جزيرة جميلة مثل جزيرة سيغوين ، تلك الجزيرة الرائعة التي تقع في ماين بالولايات المتحدة الأمريكية ، وهى من أجمل الجزر الموجودة حيث البحر والشجر والطبيعة المبدعة .وبالرغم من أنها قريبة من البر الرئيسي إلا أنه يتعذر الوصول إليها في فصل الشتاء ، وعلى ظهر تلك الجزيرة تعلو منارة كبيرة ترشد السفن ذهابًا وإيابًا ، والمعروف عن تلك المنارة أنها مسكونة بالأشباح ، حيث تدور بها أحداث رهيبة يتداول عنها المواطنون حكايات مرعبة .في عام 1800م حصل ماركو فيراتى على وظيفة مرشد بالمنارة التي تقع على جزيرة سيغوين ، ولكي يتجنب كونه وحيدًا على تلك الجزيرة ، جلب معه زوجته الشابة لتعيش على الجزيرة ، ولكن بعد فترة قصيرة شعرت الزوجة بالوحدة .اشتكت لماركو الملل والعزلة ، فقرر ماركو أن يشترى لها بيانو لتعزف عليه ليؤنس وحدتها ، كانت الزوجة في غاية السعادة ، لكنها لم تكن تعرف إلا معزوفة واحدة فقط وكانت تعزف نفس اللحن باستمرار مرارًا وتكرارًا ، وذات مرة طلب منها ماركو أن تغير اللحن ؛ لأنه أصبح مملًا ويسبب له الإزعاج الشديد .ولكن فى اليوم التالي عزفت زوجته نفس المعزوفة ، فاستشاط منها غضبًا والتقط الفأس وركض إلى المنارة التي يسكنون بها ليحطم ذلك البيانو ، وما إن رأى زوجته حتى صب غضبه عليها وعنفها ، وكسر البيانو بالفأس وحطمة تحطيمًا .أثار هذا التصرف حفيظة الزوجة وجعلها تغضب غضبًا شديدًا ، كما صرخت بوجهه وصفعته بشدة ، وهي تحاول إيقافه عن تحطيم آلتها المحببة ، إلا أنه أصابها بالفأس في رأسها وهو في ثورته تلك ، فسقطت الزوجة صريعة حتى ماتت أمام عينيه .عندها أدرك ماركو أنه قتل حبيبته ، وحزن لذلك حزنًا شديدًا وجن جنونه وفي وقتها أخذ سكينًا وقتل نفسه ، وعندما جاء الربيع وذهب الناس للاستمتاع بجو الجزيرة الخلاب ، ذهب بعضهم لزيارة المنارة وهناك عثروا على جثث ماركو وزوجته ، ووجدوا المكان مهشم من حولهم ، كما عثروا على البيانو المكسور .وأسفرت أثار الجريمة و التحقيقات التي قامت بها الشرطة إلى أن ماركو قتل زوجته بالفأس وانتحر بعدها ، ويقول بعض المترددون على الجزيرة في فصل الصيف ، أنهم دائمًا ما يسمعون أصوات غريبة مع عزف على البيانو يأتي من داخل المنارة .كما أفاد بعضهم برؤية شبح يصعد إلى المنارة كل ليلة ، وكأنه يقوم بعمل ماركو بالمنارة ، وفى عام 198 أوقف خفر السواحل تشغيل تلك المنارة على جزيرة سيغوين ، وطلبوا من المسئولين أن يخلوا ما بها من مفروشات قديمة .حينها ذهب أحد المكلفين بذلك ويدعى راؤول ، وهو الشخص المكلف بنقل المفروشات والأغراض إلى المنارة ، وقد اضطر راؤول للمبيت هناك تلك الليلة ، ولكنها كانت ليلة مرعبة حيث ظهر له شبح وكان يهز السرير الذي ينام عليه حتى أيقظه ، وطلب منه عدم نقل أي مفروشات أو أغراض ثم اختفى .لم ينم راؤول تلك الليلة ، وفي الصباح قرر أن ينسى ما حدث وينقل كل شيء ، وبالفعل حمل الأثاث والمفروشات ووضعها على المركب ، وغادر في المركب مسرعًا إلى الوطن ، ولكن قام شيء غريب بسحب المركب إلى الأسفل ، وغرق راؤول وكل شيء كان معه على متن المركب ، ومن حين لأخر يعثرون على جثة بالقرب من المنارة ، فعلى ما يبدو أن شبح ماركو ينتقم من كل من يدخل المنارة ليكتشفها أو يلمس ما بها .