إن الجن من
مخلوقات الله وهم يعيشون في عالمهم ، ولكن من حكمة الله سبحانه وتعالي أن وضع
بيننا وبينهم حجاب فلا نراهم ولكنهم يروننا ، ولكن بعض البشر الخبثاء يحاولون كسر
هذا الحجاب والتواصل مع الجن بهدف تسخيرهم في أذى بشر آخرين ، والبعض يدفعه الفضول
فقط لفعل ذلك ، وهناك الكثير جدًا من الحكايات عن أناس من البشر قاموا بعمل طقوس
للاتصال بالجن وكانت النتيجة أن سببوا لأنفسهم أذى كبير .ومن بين تلك الحكايات ، قصة الشاب علي من الغرب ، والذي يقول أنه منذ صغره كان يهوى سماع قصص الجن والعفاريت ، وربما يكون السبب في ذلك أنه كان يعمل في هذا المجال حيث كان يدعي أنه يخرج الجن من الأجسام الممسوسة ، وكان علي دائمًا ما يراقبه ويسترق النظر إليه وهو يحاول فعل ذلك ، حتى أصبح شغوفًا بفكرة الاتصال بالجن .وقد أخبر
والده ذات مرة أنه يريد أن يصبح مثل عمه ، ويتعلم كل شيء عن الجن،ولكن والده نهره
بشدة ، وقال له إياك أن تفكر في الاقتراب من هذا العالم حتى لا تؤذي نفسك ، وكان
والده على حق ، ولكن علي الذي لم يكن حينها يتخطى ثلاثة عشر عامًا من عمره ، لم
يستمع لنصيحة والده .فقد دفعه
الفضول لشراء أحد الكتب عن الجن والبحث كثيرًا عبر صفحات الإنترنت عن هذا العالم ،
حتى توصل أخيرًا لأحد المنتديات التي يحكى فيها عن طريقة يمكن للإنسان بها أن يتصل
بقرينه ، ولكن على في ذلك الوقت لم يكن مستعد لممارسة تلك الطقوس .ولكن في أحد الأيام بعد أن قرأ في كتابه ، ذهب إلى النوم ، وبعد أن استغرق في النوم ، رأي في المنام كأن له أخ توأم يشبهه تمامًا ، لكن هذا التوأم كان يبدو مغرورًا وينظر إلى علي بنظرات غريبة وشيطانية ، جعلته يستيقظ من النوم وهو يشعر بالفزع الشديد ، وشعر علي أنه ما رآه في منامه هو شيطان رجيم ، ولكنه قال لنفسه في النهاية هذا مجرد حلم تافه لا معنى له .وبعد عدة أيام دخل علي مرة أخرى إلى موقع الإنترنت الذي يشرح طقوس الاتصال بالقرين ، وكان الفضول يقتله ،لذلك قرر في تلك المرة أن يجرب تنفيذ الخطوات التي قرآها ، ولكن يا ليته ما فعلها .كانت
الطقوس تتضمن أن يجلس في حجرة ذات إضاءة خفيفة ويكتب بعض الكلمات والنقوش على مرآة
بطريقة مقلوبة ، وأن يظل ينظر في المرآة لفترة طويلة ، وهو ما فعله علي بالضبط ،
ولكنه كان يشعر بالخوف والقلق .ولكن
القلق والخوف كان ممزوج أيضًا بسعادة داخلية لدى الفتى المراهق الذي أراد أن يختبر
هذا العالم الخفي ، مرت خمس دقائق ثقيلة ولم يحدث شيء ، ففكر علي أن ما قرأه كان
مجرد هراء ، وبينما هو ينظر نحو المرآة بغضب ، وجد شيء غريب يحدث ، فقد بدأت ملامح
وجهه تتغير .شعر علي
برعب شديد ، وأراد أن يهرب ولكن جسده تسمر في مكانه ، وظل ينظر في المرآة ، فرأي
توأمه الذي رآه في حلمه منذ عدة سنوات ، وقال له شبيهه في المرأة ، ألا تريد رؤية
وجهي الحقيقي .هنا فقد
علي الوعي من شدة الخوف ،وعندما استيقظ ونظر في المرآة فلم يجد شيء ، فحمد الله
على أن شيئًا لم يحدث ، وقرر عدم تكرار تلك الفعلة ، وذهب ليتناول الفطور مع أسرته
، ثم دخل إلى الحمام ليحلق ذقنه .وأثناء
نظره في المرآة مرة أخرى ، وجد ملامح وجهه تتغير مرة أخرى ، فأدرك أنههو نفسه
قرينه ، ولكن تلك المرة سمع صوت يقول له لن أتركك حتى تجن أو تموت ، وكان علي
مرعوبًا ويشعر بالندم والحسرة على فعلته ، ولكنه لم يعرف كيف يتصرف ، وقد ذهب لعدد
من الشيوخ وأيضًا الأطباء النفسيين ، ومع ذلك ظلت تلك الصورة تطارده كلما نظر في
المرآة .
وقد نصحه أحد الشيوخ
بعدم النظر في المرآة مرة أخرى وأصبح علي كلما رأى أمامه مرآة يركض كالمجنون ، وهو
بالفعل نادم بشدة على تلك الفعلة الحمقاء التي حولت حياته إلى جحيم .