مارثا رينديل القاتلة الاسترالية الشهيرة ، وهي آخر امرأة تم إعدامها ، في غرب استراليا إثر قتلها ، لابن زوجها آثر موريس ، بالإضافة إلى الاشتباه في قتلها لطفلتيه آني وأوليف ، وذلك عن طريق مسح حلوقهم بمادة حمض الهيدروكلوريك السامة ، ليلقى الأطفال حتفهم ببطء وعذاب مؤلم ، وعلى الرغم من أنهم قد خضعوا للعلاج على يد بعض الأطباء ، قبيل وفياتهم إلا أن أحدًا لم يشكك في تسميمهم ، سوى مرة واحدة فقط .البدايات :
وكانت بداية مارثا مع الأطفال ، عندما انتقلت برفقة توماس نيكولز موريس ، إلى منزله بعدما انفصل عن زوجته التي رحلت ، للعيش في مكان آخر ، وتركت له أربعة من الأطفال ، وكان موريس قد أتى بمارثا إلى المنزل وادعى أمام الأطفال ، أنه قد تزوجها قبل أن يأتِ بها إلى المنزل ، وطلب من الأطفال أن ينادونها بأمي .لم تخفِ مارثا كراهيتها الشديدة للأطفال منذ البداية ، حيث أساءت معاملتهم منذ أن وطأت قدميها إلى المنزل ، فضربت الطفلة آني بوحشية شديدة ، حتى أن الطفلة لم تستطيع السير على قدميها ، مرة أخرى لفترة طويلة ، وأقر الضابط هاري مانس فيما بعد ، بأن مارثا كانت تتلذذ برؤية الأطفال وهم يصرخون ألمًا ، وكان ينتابها في هذا الوقت شعور قوي بالنشوة ، يعادل شعور النشوة الجنسية .جرائم متتالية:
لم تكتفِ مارثا بما فعلته بآني المسكينة ، بل قامت بعد ذلك بقتلها عمدًا ، وذلك بوضع مادة سامة في طعامها ، نتج عنه التهاب حاد في الحلق ، لتتوالى بعد ذلك وفيات الأطفال الواحد تلو الآخر ، عن طريق مسح فمهم من الداخل ، بحمض الهيدروكلوريك الذي يتسبب ، بالتهاب الحلق بشدة فلا يستطيع الطفل ، أن يتناول الطعام أو الشراب فيموت جوعًا ، وتوفت آني في 28 يوليو عام 1907م ، وأفادت شهادة الطبيب حينذاك ، بأن الوفاة قد حدثت نتيجة الاختناق .التفتت مارثا إلى أوليف البالغ من العمر خمسة أعوام ، وقتلته بنفس الطريقة ، وأعلنت وفاته في 6 أكتوبر عام 1907م ، ومرة أخرى أفادت شهادة الوفاة ، بأنها قد حدثت نتيجة الاختناق .وبحلول الشتاء تحولت مارثا إلى آثر الصغير ، وكان هو الابن الثالث والطفل الأصغر الباقي على قيد الحياة ، وكان يبلغ من العمر أربعة عشر عامًا في هذا الوقت ، وقتلته بنفس الطريقة مما جعل الطبيب ، الذي يفحص الأطفال قبيل وفاتهم يتشكك في تعمد قتلهم ، فطلب الإذن بتشريح جثة آرثر ولكنه لم يحصل على شيء ، يدين به مارثا .وفي إبريل عام 1909م ، بدأت مارثا تتجه إلى الطفل الأخير بالمنزل وهو جورج ، والذي لم يستغرق وقتًا طويلاً ، حتى بدأ يشكو من التهاب الحلق ، عقب أن تناول كوبًا من الشاي ، أعدته له مارثا ، فعاني من التهاب اللوزتين وجلس الطفل يتألم ، ولكنه هرب مستغيثًا بجيرانه ، حتى لا تمسك به مارثا ، ولكن لم يستطيع أحدهم الإمساك به ، وبسؤال والده لم يعرف أين ذهب الطفل .التحقيق والمحاكمة :
قام الجيران بإبلاغ رجال الشرطة ، الذين سارعوا بإجراء تحقيقات موسعة ، واكتشفوا بشهادة الجيران أن الأطفال ، قد ماتوا واحدًا تلو الآخر ، بنفس الأعراض وبلامبالاة واضحة من مارثا ، أمام آلامهم وتوسلاتهم لها ، وأضاف أحد الجيران أنه قد رأى الضحايا الصغار وهم يتألمون ، أمام مارثا وهي تنظر إليهم بنشوة ، وتتأرجح ذهابًا وإيابًا مستلذة بما تراه ، في أعينهم من ألم وعذاب ، وبعدما عثر رجال التحقيقات على الطفل جورج ، أقر الطفل بأنه هرب من المنزل لأن زوجة أبيه ، قد حاولت قتله مثلما فعلت مع إخوته من قبل .بالطبع تزايدت الشكوك بشأن مارثا وأفعالها ، وأنها المتهم الرئيس في مقتل الأطفال ، خاصة بعد اكتشاف رجال التحقيقات أنها قد ابتاعت كميات كبيرة ، من المواد السامة قبيل وفاة الأطفال ، وبهذا استطاع المحققون وفقًا لتلك المعلومات ، استخراج جثث الأطفال مرة أخرى ، وتشريحها في يوليو 1909م ، وقد عثر الأطباء في أنسجة الحلق بالجثث الثلاثة ، على بقايا حمض الهيدروكلوريك.وتم توجيه تهمة القتل العمد إلى مارثا ، وزوجها توماس إلا أن مارثا قد نفت عن نفسها ، هذا الاتهام مؤكدة أنها كانت تعالج الأطفال ، من حالات الاختناق التي كانت تصيبهم ، بينما تمت تبرئه الأب موريس ، والذي لم يعلم بالجرائم تلك سوى بعد وفاة الأطفال .إعدام :
تم الحكم على مارثا بالإعدام شنقًا ، خاصة عقب موجة كبيرة من الغضب الشعبي ، الذي لاقته إثر نشر الصحف المحلية لمقتل الأطفال ، تحت عنوان زوجة الأب الشريرة ، وتم تنفيذ الحكم في أكتوبر عام 1909م ، وتم دفنها في مقابر فريمانتل ، حيث دُفن القاتل المتسلسل إدجار كوك .