ارتبط مفهوم الرحمة منذ أمد بعيد بمهنة الطب بوجه عام ، فالطبيب وطبيعة عمله هي ما دفعت العديد من الناس ، بتسمية الأطباء بملائكة الرحمة ، فهم من يستطيعون أن يساعدوا المريض ، على مواجهة آلامه وتخفيفها ، بكافة الوسائل التي تعلموها ودرسوها .ولكن لكل قاعدة شواذ ، وقد ظهر على مر التاريخ وفي العديد من البلدان أيضًا ، حالات كثيرة لأطباء كانوا هم المقصلة التي قطعت ، أرؤس المرضى من جذورها ، ودفعوهم نحو ملاقاة حتفهم بسرعة ، وتلك قصص لبعض الأطباء والممرضين من السفاحين ، الذين قضوا على حياة الكثيرين .قصة الطبيب السفاح ميوكي إيشيكاوا :
عمل الطبيب ميوكي إيشيكاوا في قسم الولادة ، بمشفى كوتوبوكي للأمومة والولادة ، بطوكيو في اليابان ، وكان المشفى يعمل على علاج حديثي الولادة ، ممن تركتهم أمهاتهم أو عُثر عليهم بالشوارع ، أو من أبناء الأسر الفقيرة التي قررت التخلص من أطفالها ، نظرًا لضيق ذات اليد وعدم قدرتهم على تحمل نفقاتهم ، خاصة في ظل تجريم عمليات الإجهاض في اليابان في هذا الوقت .وفي الأربعينات من القرن المنصرم ، تم تعيين ميوكي مديرًا لهذا المشفى ، ومع قلة الموارد وتكدس الأطفال حديثي الولادة ، بأعداد مهولة ، قرر ميوكي أن يتخلص منهم بطريقته الخاصة ، فكان يعرضهم للتجويع ويحرمهم من الدواء ، ويتركهم يواجهون الموت ثم يعمل على تزوير ، شهادات وفاتهم بمساعدة طبيب آخر وزوجته داخل المشفى .مع تزاد أعداد الوفيات ، بدأت الممرضات في الاستقالة من العمل بهذا المشفى ، وكانت اليابان في تلك الفترة ، قد خاضت الحرب العالمية الثانية وارتكبت من خلالها ، العديد من الجرائم الوحشية .وفي أحد الأيام عثر شرطيان على خمسة جثث لأطفال ، حديثي الولادة مدفونة في مكان واحد ، فتشككوا بالأمر خاصة مع تشريح الجثث ، وإثبات أن الوفيات لم تكن طبيعية ، وتم إلقاء القبض على ميوكي ، الذي أنكر جريمته في البداية ، ثم اعترف أنه كان يساعدهم وأن الوالدان هم المسئولان عن وفيات الأطفال .وقدرت أعداد الأطفال المتوفين بحوالي أكثر من مائة طفل وليد ، ثم عُثر على عدد آخر من الجثث ، أسفل منزل ميوكي ، بالإضافة إلى أعداد مهولة تم العثور عليها ، في أحد المعابد ، وبالتالي كان إحصاء الأعداد الفعلية لضحاياه ، شاق وعسير للغاية .وتبين أن ميوكي كان متزوجًا ولكنه لم يرزق بأطفال قط ، لذلك أقر الأطباء النفسيون أن الأمر مرتبط أيضًا بهذا الجانب ، من حياته الشخصية وتلك القضية دفعت الجهات الرسمية في تدقيق النظر ، بشأن عمليات الإجهاض نظرًا لتكدس أعداد حديثي الولادة ، وتعرضهم للقتل بهذا الشكل .قصة مشفى المجازر :
الطبيب السفاح كيرميت جوسنيل ، امتلك عيادة نسائية للإجهاض في فلاديلفيا ، حيث كان يقوم بقتل حديثي الولادة باستخدام مقص ، لقطع الحبل الشوكي أو حز رقبة الوليد من الخلف ، حتى وبعد أن يولد الطفل وتدب فيه الروح ، بالإضافة إلى تلاعبه بآلة الموجات فوق الصوتية ، من أجل جعل الأجنة تبدو أصغر حجمًا ، ويوهم الأم بأن الطفل قد مات ، ليحصل هو على أجر عملية الإجهاض التي كانت تتكلف في هذا الوقت ، من الأربعينات بالقرن المنصرم حوالي ألف وستمائة دولار .تم إلقاء القبض على جوسنيل الذي اعترف بجرائمه ، وأقر أنه قام بقطع الحبل الشوكي لأكثر من مائة طفل ، فيما تم تصنيفه ارتكاب جريمة قتل ، من الدرجة الأولى وتمت محاكمته هو وثمانية من الموظفين ، العاملين بالمشفى برفقته ، وفي مايو 2013م تمت إدانة جوسنيل ، الذي تنازل عن حقه في الاستئناف في مقابل عدم اقتياده ، لغرفة الإعدام فتم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة ، دون إمكانية العفو المشروط .