تحدث بعض حالات اختفاء الأشخاص ، في الكثير من الأماكن حول العالم ، ولكن بقى البعض منها ملفات مفتوحة ، حتى يومنا هذا دون أن يستطيع رجال التحقيقات ، التوصل لأسباب الاختفاء أو كيفية حدوث الوفاة ، وغيرها من الأمور التي يمكن وضعها تحت قائمة ، الألغاز خلف اختفاء بعض الأشخاص ثم ظهورهم جثثًا !نعم فقد تعددت حالات الاختفاء من هذا النوع لبعض الأشخاص ، الذين استمر البحث عنهم وقتًا طويلاً دون جدوى ، لتظهر فيما بعد جثثهم بشكل مريع ، يدفعنا إلى طرح سؤال ، بشأن القاتل وما هدفه من ارتكابه لتلك الجريمة ، ولعل ما حدث مع هنري مكابي أحد تلك الألغاز .هنري مكابي هو شاب أفريقي ، متزوج من سيدة تدعى كارين ، وليس لديهما أطفال وكانت حياتهما تسير على ما يرام لفترة طويلة للغاية ، حتى أتى أحد الأيام ، أخبر فيها هنري زوجته أنه سوف يخرج برفقة بعض الأصدقاء ، متجهًا لأحد النوادي الليلية للاحتفال سويًا ، بالصفقة الجديدة التي نجحوا في تحقيقها بالعمل .دار هذا الحديث بين هنري وكارين ، في يوم 6 سبتمبر من عام 2015م ، وعقب منتصف الليل وبحلول يوم 7 سبتمبر ، تلقت كارين اتصالاً هاتفيًا غريبًا ، من هاتف زوجها ولم تستطيع أن تسمع شيئًا سوى أنين ، وصراخ ثم صمت وأنين وصراخ ، وأخذ هنري يهذي ببعض الكلمات المتداخلة لم تستطيع كارين معها ، أن تفسرها أو تفهمها لينقطع الاتصال بعد ذلك ، بشكل مفاجئ عقب أن ساد صمت طويل بعض الشيء ، ليصرخ هنري قبلها أن توقفي .ارتعبت كارين من صرخة زوجها ، واتصلت بالطبع برجال الشرطة الذين أخذوا يجمعون الأدلة ، وينطلقون في تحريات واسعة ، حيث اتضح لهم بعد بحث شاق بأن أحد أصدقاء مكابي ، كان بالفعل برفقته في أحد النوادي الليلة بليلة 6 سبتمبر ، ثم قام بتوصيله إلى إحدى محطات الغاز على الطريق ، الذي يقود إلى منزله ثم تركه وانصرف .بالطبع توجه رجال الشرطة والتحقيقات إلى آخر مكان شوهد فيه مكابي ، وهو محطة الغاز وبسؤال الأشخاص من العاملين بالمحطة ، وبعض المترددين عليها ، والسكان القابعين بالقرب منها عن مواصفات مكابي ، أو أن أحدهم كان قد شاهده ، ولكن للأسف لم يتوصلوا إلى شيء ولم يتذكره أحدهم .عقب مرور بضعة أيام من بدء البحث والتنقيب ، بشأن مكابي تلقى رجال الشرطة اتصالاً هاتفيًا من أحد الأشخاص ، كان يجدف بقاربه في بحيرة نيوبرايتون ، وشاهد جثة عائمة في البحيرة .توجه رجال الشرطة ورفعوا الجثة ، وبالفحص تبين أن الجثة لهنري مكابي بالفعل ، وبتشريح الجثة تبين أن مكابي مات غريقًا ، ولا توجد أية علامات أو كدمات بالجسد ، تدلل على إصابته بمكروه أو تعرضه لأي تعذيب ، ولكن الغريب هو أن أطباء الطب الشرعي ، حددوا توقيت الوفاة غرقًا قبل العثور على الجثة بأربعة أيام ، مما فتح تساؤلات عدة بشأن مكان اختفائه قبل العثور عليه ، وما سر الاتصال الهاتفي الذي أتى زوجته ، بصوته وهو يصرخ ويئن ، ويطلب من سيدة ما أن تتوقف عما تفعل ؟ظلت قضية اختفاء هنري مكابي ، محل جدل لفترة طويلة دون الحصول على إجابات واضحة ، وبقيت إحدى أشهر القضايا المحاطة بألغاز كثر ، على الرغم من طلب زوجته كارين أن تفتح التحقيقات بالقضية أكثر من مرة ، ولكن الشرطة رفضت طلبها نظرًا لعدم وجود أية أدلة جنائية بالقضية .