قد يتجرد بعض الآباء من عواطف الأبوة ومشاعر الأزواج الطيبين دون أسباب واضحة ، حتى يؤدي بهم الأمر إلى قتلهم لأقرب الناس من عائلاتهم وليس الذكور فقط من تنمحي من قلوبهم المشاعر وإنما بعض النساء كذلك قد نتفاجأ بما قد يقدمن عليه ، من وحشية بالغة ، تصل إلى حد قتل الأبناء والأزواج ، وتلك بعض الحالات على مستوى العالم .جون ليست :
تعد الجريمة التي ارتكبها جون ليست بحق أفراد عائلته هي الأبشع على الإطلاق ، وتعود البداية إلى حياة هادئة لأسرة عادية تقيم في ولاية نيو جيرسي بالولايات المتحدة الأمريكية ، حيث كان الأب ويدعى جون ليست يعمل محاسبًا بأحد البنوك ، ولكن الأمور لم تسر بمثل هذا الهدوء حتى النهاية .ففي اليوم الموافق 9 نوفمبر من عام 1971م ، قام جون ليست بإطلاق الرصاص على زوجته ووالدته! ثم توجه إلى اثنين من أبنائه ، هما باتريشيا وفريديك وقام بإطلاق الرصاص عليهما ، ثم خرج جون ليحضر مباراة كرة قدم ، كان ابنه الأصغر مشاركًا بها ، ليأخذه من إلى ملعب في السيارة ، وعقب أن وصل به إلى المنزل ، قام بإردائه قتيلًا برصاصتين من مسدسه .ويبدو أن جون ليست ، كان قد خطط لجريمته الشنعاء تلك بطريقة محكمة ، حيث لم تكتشف الجثث سوى بعد مرور أكثر من شهر ، كان جون قد استطاع خلالها أن يفر هاربًا ، وبالبحث بشأن جون والعائلة ، تبين أن جون كان قد فقد وظيفته بالبنك ، وغلبته ديونه ، فأشار عليه عقله المريض بأن يقتل أفراد عائلته ، بدلاً من جعلهم يعيشون في فقر غير معتادين عليه ، ولم يكن أحدهم قد علم بشأن فقدان ليست لوظيفته من أفراد الأسرة .وكان جون ليست أحد أشهر المجرمين الهاربين على مستوى العالم ، إلا أنه في عهام 1989م تم عرض وجه مقارب لجون تم تصنيعه من الصلصال بأحد برامج التليفزيونية لتنهال بعدها الاتصالات ، على رجال الشرطة في محاولة من الناس في المساعدة لإلقاء القبض عليه ، وبالفعل تم محاصرة جون وألقي القبض عليه ، وتبين أنه كان يعيش تحت اسم روبرت كلارك في ولاية فيرجينيا ، وتم تقديمه إلى ساحة المحاكمة ، لينال حكمًا بالسجن المؤبد لخمس مرات قتل ، ويموت في السجن في عام 2008م.ويليام برافورد بيشوب :
ليست جريمة جون ليست هي الجريمة الأكثر ترويعًا ، على وجه العموم ، بل هناك مئات الجرائم الأخرى ، البتي ارتكبت بحق أبرياء ، بغتة دون أن تقترف أيديهم إثمًا ، ففي مارس من عام 1976م ، اكتشف رجال الشرطة اندلاع حريقًا هائلاً ، في إحدى مناطق غابات كولومبيا بولاية كارولينا الشمالية ، فتوجه رجال الشرطة فورًا إلى مصدر الحريق ، ليكتشفوا قبرًا ضحلاً يحوي بقايا لخمس جثث ، قد احترقت حد التفحم .ظلت جثث الضحايا مجهولة الهوية ، ولا يعرف أحد من هم أصحابها ، إلى أن زار رجال التحقيقات منزل وليان برافورد ، ليكتشفوا بأن الجثث ، ما هي إلا جثثًا لزوجته وأبنائه الثلاثة .ثم عثر رجال الشرطة على سيارة برافورد ، كانت قد تركت مفتوحة في حديقة ولاية تينيسي ، ولم يكن برافورد بداخلها ، ولم يعثر عليه أحد .كان برافورد لم يحصل على الترقية ، التي انتظرها منذ بداية العام ، فقرر ترك وظيفته حيث كان يعمل بوزارة الخارجية ، وبمرجد أن أصابه الإحباط ، نظرًا لما حدث ، توجه إلى أحد المتاجر وابتاع منه مطرقة وجرافة وصفيحة من الغاز ، قبل أن يتوجه نحو منزله ويقتل كل أفراد عائلته .بعد أن ارتكب برادفورد جريمته ، قاد سيارته لحوالى 275 ميلاً ، حتى يتخلص من الجثث ثم ترك سيارته في حديقة ولاية تينيسي ، وبفضل عمله من قبل في مجال السلك الدبلوماسي ، غادر برادفورد إلى أوربا دون أن يشتبه أحدهم به .وعقب مرور حوالى ثلاثة أعوام ، أقر أحد الدبلوماسيين أنه قد شاهد ، شبيهًا لبرادفورد في إيطاليا ، وأن هذا الشبيه قد انزعج وارتبك بشدة بمجرد أن رآه ، وتوالت البلاغات بشأن هذا الشبيه فيما بعد ، إلا أنه لم يتم القبض عليه حتى وقتنا هذا ، وفلت برادفورد من أيدي العدالة .