الرحمة والعطف لا يتجزآن فإما أنهما مزروعان داخل النفس ، أو أنهما لم يكن لهما أي وجود على الإطلاق منذ البداية ، وللأسف قد يتجرد الأبوان من مشاعر الرحمة ، ليقوما بأبشع ما يمكن أن يقترفه شخص ما بحق إنسان ، فمنهم من قتل ومنهم من أحرق وأشعل النيران في فلذات كبده .جيفري ماكدونالد :
استيقظ سكان مدينة فورت براج في ولاية نورث كارولينا في الساعات الأولى من صباح يوم 17 فبراير لعام 1970م ، على قدوم رجال الشرطة إلى المكان الذي يعيش فيه ، الطبيب جيفري ماكدونالد والذي كان يعمل ، طبيبًا لصالح القوات الخاصة الأمريكية ، وكان من الواضح أن الرجل قد أصيب بطعنات متفرقة ، وبعض الكدمات والجروح ، في حين عُثر على زوجته وابنتيه وقد تم طعنهن جميعًا ، بطريقة وحشية للغاية حتى الموت .عقب أن تم تحويل ماكدونالد إلى المشفى ، بدأ الرجل يهذي متحدثًا بشأن تشارلز مانسن ، وأفكاره وجدير بالذكر أن مانسن كان من أشهر مطربي الهيبز ، وكان له الكثير من المريدين له ولأفكاره الشاذة ، وكان قد تسبب في قيام الكثيرين بقتل عائلاتهم .وبالاستماع إلى ماكدونالد أقر بأن مجموعة من مريدي مانسن ، قد اقتحموا منزله وقتلوا زوجته وبناته بوحشية ، وبالطبع اشتبه به رجال التحقيقات ، إلا أن جلسة الاستماع من قادة الجيش ، قد برأته من ارتكابه لأية جريمة من التي وقعت في تلك الليلة .وعلى الرغم من تبرئته ، إلا أن والد زوجة ماكدونالد كان متشككًا في ضلوعه ، بارتكاب تلك الجريمة البعشة ، وبالفعل بدأ الرجل تحرياته الخاصة حتى استطاع التوصل إلى أدلة دامغة ، تثبت ارتكاب ماكدونالد للجريمة عمدًا ، وما لبثت التحقيقات أن أعيدت مرة أخرى ، وتم إلقاء القبض على ماكدونالد وإدانته ، وتم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة .دارلي روتيي :
اتصلت إحدى السيدات بدائرة الشرطة في مقاطعة روليت بولاية تكساس ، في صبيحة أحد الأيام من شهر يونيو عام 1996م ، وهي تبكي وتروي أنها كانت تغفو برفقة طفليها ، في الطابق السفلي من المنزل ، لتستيقظ وتتفاجأ برجل غريب داخل منزلها .وقالت دارلي أنها بعد أن طردت هذا الدخيل ، إلى خارج منزلها فوجئت بأنها مطعونة وأن ابنيها الصغيران ، كانا قد قتلا دون أن تدري هي بطريقة وحشية ، وصعدت لتجد زوجها وابنها الأصغر نائمان بالطابق العلوي .تم إلقاء القبض على دارلي نظرًا لعدم وجود أية أدلة ، على حديثها خاصة وأن الصغيران قد قتلا وهي نائمة إلى جوارهما ، فلا يعقل أن يقتل الطفلين دون أن تستيقظ هي ، بالإضافة إلى عدم وجود دماء خارج المنزل ، مما يعني ىأنها قد ارتكبت جريمتها ثم قامت بتأليف تلك لقصة ، لتتطابق مع ما وجده رجال التحقيقات داخل مسرح الجريمة ، وقيل أن دارلي كانت تواجه صعوبات مالية كثيرة ، قبيل مقتل طفليها ، وأنها هي من قتلتهما من أجل الحصول على بوليصة التأمين .تم توجيه تهمة القتل العمد إلى دارلي ، وحكم عليها بالإعدام بالحقنة القاتلة ، لتظل قضيتها مثيرة للجدل ، مثل ماكدونالد .جوش باول :
في عام 2009م اختفت سيدة تبلغ من العمر ، ثمانية وعشرين عامًا وكانت تعيش برفقة زوجها جوش باول ، في ولاية يوتا ولكن سرعان ما أشارت أصابع الاتهام إلى زوجها ، وضلوعه في اختفائها خاصة أنهما كانا يمران ، بالعديد من المشكلات التي أفسدت زواجهما .بالتحقيق مع جوش ادعى أنه كان قد اصطحب طفليه إلى أحد المخيمات ، وأنه عندما عاد إلى المنزل لم يجد زوجته سوزان ، الأمر الذي لم يقنع رجال التحقيقات ، خاصة وأن درجات الحرارة كانت تحت الصفر ، في هذا الوقت .وبالمزيد من المراوغة ، فقد جوش حضانة طفليه وتحت إيداعهما ، لدى والدي سوزان وكانت الزيارات تتم تحت المراقبة .وفي أحد الأيام من عام 2012م ، اصطحبت الأخصائية الاجتماعية الطفلين ، إلى منزل جوش من أجل الزيارة ، إلا أن جوش نجح في سحب الطفلين إلى داخل المنزل ، وترك الأخصائية بالخارج ، ثم ضرب الطفلين بالفأس حتى لقيا مصرعهما في الحال ، ثم فجر جوش المنزل بأكمله ، ويعتقد أن الشرطة كانت بصدد العثور على أدلة ، تدين جوش بمقتل زوجته سوزان ، فأراد أن يطمث كل شيء بقتله لطفليه ، وحتى وقتنا هذا تعد سوزان في عداد المفقودين ، حيث لم يتم العثور على جثتها .