قصة ماري فنسنت

منذ #قصص بوليسية

قد يضعك حظك العاثر ، في عدد من الأزمات كلما حاولت الهروب منها ، وجدت أمامك عثرة جديدة ، وقد تكون أشد وطأة وإيلامًا مما سبق. ولعل هذا هو ما حدث مع ماري فنسنت الهاربة من منزل والديها ، إلى الجحيم .ماري فنسنت فتاة أميركية ، كانت في الخامسة عشرة من عمرها ، عندما قررت أن تهرب مغادرة منزل والديها إلى الأبد ، هذا المنزل الذي طالما امتلأ بالشجار والعنف ، ولم ترتح فيه يومًا منذ الصغر ، فقامت في إحدى الليالي بحزم أمتعتها ، واستغلت عدم تواجد والديها بالمنزل ، لتهرب ذاهبة صوب منزل صديق لها .كانت ماري تخطط للمكوث برفقة صديقها في منزله ، إلا أن أحلامها وخططها ضاعت هباء ، عندما ألقت الشرطة القبض عليه ، في ادعاء لفتاة بالمدرسة الثانوية ، بقيامه باغتصابها ، ومن ثم لم يكن أمام ماري سوى ، الخروج من منزل صديقها ومحاولة البدء من جديد .قررت ماري أن تذهب إلى كاليفورنيا ، وتحترف الرقص ، فقد كانت ترقص بشكل جيد ، وأرادت الشهرة والمال ، وقررت أن تقف على قارعة الطريق ، وتشير لأية سيارة مارة ، من أجل أن تصل لمبتغاها فقد كانت ماري ، لا تملك مالاً يمكنها بواسطته أن تنتقل إلى وجهتها .ظلت ماري تشير للسيارات المارة ، وتركها الكثيرون ، عدا سائق شاحنة زرقاء اللون ، توقف لها وطلبت منه أن يوصلها إلى وجهتها ، فوافق الرجل وابتسم لها ، لم تكن تعلم ماري أنها قد استقلت سيارة ، لذئب بشري لا يرحم ، ولكنها ظلت حذرة طويلاً ، وانتابتها نوبة من صداع الرأس ، فإذا بالرجل يربت على كتفها ، ولكن ماري لم ترتح لملامسته تلك ، فاعتدلت في جلستها وسحب هو يده عنها .في منتصف الطريق نامت ماري قليلاً ، ثم استيقظت فجأة لتجد الرجل يعود أدراجه صوب نيفادا ، فأوقفته صارخة أن يعود بها ، وأنه قد ضللها ، إلا أن الرجل اعتذر منها بحزن ، وأخبرها أنه قد ضل الطريق فقط ، وأنه سوف يعود في الحال إلى طريق كاليفورنيا ، وأكد عليها أنه ذاهب إلى نفس وجهتها أيضًا .مرت بضع ساعات وهما على الطريق ، ثم جاءت اللحظة الحاسمة ، عندما أحنت ماري رأسها لتربط وثاق حذائها ، فانهال عليها الرجل باللكمات فوق مؤخرة رأسها ، حتى فقدت وعيها تمامًا ، فسحبها إلى مؤخرة سيارته الزرقاء .استفاقت ماري ووجدت يديها وقدميها موثوقتان ، وعارية تمامًا وهذا الرجل يغتصبها جنسيًا ، بدأت ماري في محاولات للصراخ ، إلا أن الرجل بدأ يضربها وحذرها أن تصمت ، حتى تنجو بحياتها ، وعقب أن انتهى منها ، قاد السيارة نحو إحدى محطات الوقود ، لملء خزان سيارته .فحاولت ماري فك وثاقها والهرب ، إلا أن محاولتها باءت بالفشل ، وقاد الرجل السيارة إلى مكان ناء ، وأنزل ماري من السيارة وطرحها أرضًا ، واعتدى عليها ثانية ثم أتى بفأس من سيارته ، وأخبرها ألا تصرخ حتى تنجو بحياتها .قام الرجل الغامض بفك يدي ماري ، وهبط على يدها اليمنى بالفأس وقطعها من الرسغ ، فصرخت الفتاة بشدة ألمًا ، ثم هبط بالفأس ليقطع يدها اليسرى من أسفل الكوع ، وألقى بجسدها العاري في ماسورة للصرف ، ظنًا منه أنها سوف تموت هكذا ، ولن يستطيع أحد الحصول على بصماتها والتعرف على هويتها .لم تستسلم ماري للموت ، بل عندما استيقظت من غيبوبتها ، بسبب شدة النزيف ، بدأت في التحامل على نفسها من أجل حياتها ، وظلت تجوب المكان بحثًا عن أية وسيلة للإنقاذ ، وفي هذا الوقت ساعدتها أصوات السيارات على الطريق ، أن تصل إلى الطريق العام ، فحاولت أن تستوقف السيارات لمساعدتها ، إلا أن الكثيرون تركوها وهربوا ، لبشاعة مظهرها والدماء التي تغطيها عدا زوجين ، توقفا لها وحملوها للمشفى لتلقي العلاج المناسب .كانت ماري تعاني من حالة يأس شديدة ، إلا أنها استطاعت مع الأيام أن تحصل على زوج وعائلة ، ولكنها تطلقت في النهاية ، ومرت بأسوأ ظروف مادية أعلنت خلالها إفلاسها التام ، إلا أن ولديها الذين أنجبتهما ظلا إلى جوارها ، حتى استعادت عافيتها وبدأت في تعلم الرسم ، وبالفعل حققت نجاحًا باهرًا وأقامت عدة معارض ، وصل ثمن لوحاتها بها إلى ألفي دولار .أما عن مغتصبها وقاطع يديها ، فكان يدعى سنجلتون ، كان رجلاً عنيفًا مع زوجته ، وأثناء الحادث الذي وقع لماري معه ، كان الرجل قد طلق زوجته الثانية عقب شجار عنيف ، ومعروف عنه إدمانه على الكحوليات و المواد المخدرة أيضًا ، وقد تم احتجاز سنجلتون عقب وصف ماري له ، وحصل في تلك الجريمة على حكم ، بأربعة عشر عامًا ، إلا أنه غادر السجن عقب مرور ثمانية أعوام فقط ، وقتل بعدها سيدة تدعى روكسانا بعدما اغتصبها ، ووارى جثتها في مكان صحراوي .في هذه الجريمة حصل سينجلتون على الإعدام ، إلا أنه لم ينفذ به ، وتوفى سينجلتون في عام 2001م إثر أزمة قلبية ألمت به ، ويقال أن طريقته في القتل واحدة ، مما دفع رجال التحقيقات للظن بأنه كان قاتلاً متسلسلاً لم يكتشف ، وأن هناك المزيد من القضايا غير المحلولة هو المتسبب بها .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك