قصة قتل آن أوجيلبي “جريمة رومبر رووم”

منذ #قصص بوليسية

بالنسبة للعديد من الأشخاص فإن كلمة رومبر رووم يمثل غرفة مليئة بالألعاب والمرح فهو اسم برنامج تليفزيوني شهير للأطفال تم عرضه على التليفزيون الأمريكي لفترة طويلة، وأحبه الكثير والكثير من الأطفال على مدار الأجيال، حيث كانوا يقضون أمامه وقتًا مرحًا مليئًا باللعب والدمى والفرح.لكن بالنسبة لآخرين ولاسيما في شمال أيرلندا خلال فترة الاضطرابات، فتعتبر غرفة المرح أو رومبر رووم هي مكان للرعب المطلق والتعذيب حتى الموت، ففي غرفة تشبه المسلخ والتي كانت عبارة عن عدة منازل مهجورة يحدث بداخلها أعمال مثل الشرب والرقص وأيضًا التعذيب والقتل دون خوف كبير من أن يكتشف أحد تلك الأعمال المروعة.وقد وقعت تلك الجريمة التي عرفت إعلاميًا باسم Romper Room murder في جنوب بلفاست بأيرلندا الشمالية وراحت ضحيتها آن أوجيلبي في 24 يوليو 1974م، وكانت جريمة قتل عقابية نفذتها نساء قرية ساندي رو دون رحمة، بصفتهم أعضاء في منظمة تسمى جمعية الدفاع في أولستر UDA ، وقد تعرضت آن للضرب المبرح حتى الموت على يد فتاتين مراهقتين بعد أن حكم عليها بعقاب أطلقوا عليه اسم” رومبيرنج” وهو يشير في تلك المنظمة إلى التعذيب حتى الموت.لم يكن السبب وراء قتل آن سببًا سياسيًا بالرغم من أن من نفذوا الجريمة كانوا قوات شبه عسكرية تابعة للمنظمة، لكنه تم بدافع الغيرة، كانت القصة مثيرة للاشمئزاز وأدت في النهاية لحل تلك الوحدة.لم تكن آن أوجيلبي ملاكًا لكنها كانت مثل الكثيرين في ذلك الوقت امرأة جذابة تحب الرقص والرب، وكانت أم غير متزوجة ولديها أربعة أطفال، ومع ذلك كانت تخرج للسهر، ولها علاقات غير رسمية، وبذلك فإنها خالفت الطبيعة المحافظة للأسر البروتستانتية، وليس ذلك بل إنها أقامت علاقة مع قائد متزوج من منظمة UDA وأنجبت منه طفل، وهذا الأمر أثار استياء زوجته، كما أن آن أدلت بتصريحات غير جيدة عن زوجة عشيقها في عدة مناسبات بالرغم من علمها أن هذه السيدة عضوه في الجناح العسكري للمنظمة.وربما اعتقدت آن أن إنجابها للطفل سوف يحميها، وربما كانت تفعل ذلك لتداري خوفها، لكن في كل الأحوال فقد أثارت تلك التصريحات وولادة طفل لزوجها غيرة السيدة وغضبها، فرفعت قضية أمام محكمة الكنغر التي أنشأتها منظمة UDA، وقد كانت ذكية بما يكفي لعدم تورطها بشكل مباشر في هذا الأمر.فتم اختطاف آن وتقديمها أمام اللجنة المؤقتة المكونة من عشرة أشخاص لاستجوابها حول القضية وحول تصريحاتها المسيئة للزوجة العضوة في المنظمة، وقيل لها أنه إذا تمت إدانتها سوف يتم الحكم عليها ” بالرومبيرنج”، في نهاية المحاكمة وجد 8 من النساء اللاتي شاركن في المحاكمة أنها مذنبة لكن الرجلين الذين حضرا المحاكمة توصلا إلى أنها بريئة وحكما بالإفراج عنها، فغادرت وخرجت لتنتظر الحافلة.وبمجرد مغادرة الرجال سارعت النساء الغاضبات ورائها مرة أخرى، وصعدن إلى الحافلة، وأعادوا اعتقالها بتهمة أنهم سمعوها تدلي بتصريح ساخر أثناء مغادرتها المحكمة وأخرجوها بقوة من الحافلة ودفعوها داخل سيارة، ولحسن حظ آن فإن سائق الحافلة أبلغ عنهم، فسارعت الشرطة لملاحقة السيارة واستوقفتهم، وتم نقل جميع الفتيات إلى مركز الشرطة واستجوابهن، لكن في حوالي الساعة 2 صباحًا تم إطلاق سراحهن جميعًا لأن أحدًا منهن لم يتحدث، وبالنسبة والتي كانت ترتجف وكانت منزعجة بشدة لكنها لم تفصح عن السبب الحقيقي لاختطافها أمام الشرطة، فتم وضعها في سيارة وإرسالها إلى منزلها.في اليوم التالي اجتمعت مع أخصائي اجتماعي وبعد أن غادرت موعد الأخصائي مع ابنتها البالغة من العمر 6 سنوات، تم اختطافها مرة أخرى، ونقلها إلى غرفة الألعاب “رومبر رووم”، وتم إعطاء بعض المال لابنتها الصغيرة وطلبوا منها الذهاب لشراء بعض الحلوى، بينما كانت والدتها في غرفة أخرى مقيدة بالسلاسل وعلى وجهها غطاء رأس.وشرع اثنان من أعضاء الوحدة المراهقين والذين تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عام في ضرب آن بالطوب وبالحجارة وأي شيء أخر في متناول أيديهم، وفي منتصف الضرب توقفوا لتدخين السجائر والرقص، والتخطيط لقضاء ليلتهم في الديسكو بعد الانتهاء، ثم عادوا لضرب آن حتى الموت، وكانت ابنتها تصرخ حتى الموت فتم إنزال الطفلة على سلم المنزل الذي كانت تعيش فيه مع والدتها وأخبروها أن والدتها في انتظارها بالمنزل.بعد مرور خمسة أيام تم العثور على جثة آن وكانت صدمة كبيرة في أيرلندا الشمالية بأكملها على الرغم من أنها حدثت في فترة كانت الأكثر اضطرابًا في تاريخها وكان العنف الطائفي والقتل والتفجيرات أمرًا شائعًا، وبعد عرض تفاصيل وفاتها الوحشية ثار غضب المدينة ضد وحدة UDA النسائية، فقد كان من الصعب جدًا التغاضي عن وحشية طريقة وفاة آن، فقد كانت مثالًا صارخًا عن العنف الأنثوي والإفراط في القتل وعلى التشدد البروتستانتي، وعلى الفور قامت منظمة UDA بإصدار تصريح يفيد بعدم علم المنظمة الرئيسية بعملية القتل وأن هذا القتل غير مصرح به وأنه تم بشكل شخصي من عدة نساء بدافع الغيرة، ونشرت المنظمة تصريحها الرسمي في صحيفة آيرش تايمز في 8 فبراير 1975 وقالت فيه” لقد تبرأنا منهم تمامًا ونعتقد أن القضية برمتها كريهة ومثيرة للاشمئزاز، وقد قامت المنظمة بتبرئة آن من الادعاءات حول حياتها الخاصة قبل قتلها بوقت طويل وهذا العمل نابع من الغيرة من قبل مجموعة من النساء”.وتم إغلاق وحدة UDA على الفور وأدى التحقيق الرسمي إلى اعتقال 10 نساء ورجل، وكانت معظم هؤلاء النساء عاطلات عن العمل، وكان جميع الأقارب الذكور لثلاثة منهم مسجونين بالفعل بتهم شبه عسكرية.وفي 6 فبراير 1975م في مدينة بلفاست أقرت الفتاتين المراهقتين هنريتا كوان البالغة من العمر 18 عام وكريستين سميث البالغة 17 عام بارتكاب جريمة القتل المتعمد، وتم وصفهم بأنهم لم يشعروا بالندم، وتم الحكم عليهم بالاعتقال في سجن أرماغ للنساء مدى الحياة.أما ليلى دوجلاس زعيمة وحدة النساء في المنظمة فقد أقرت أنها مذنبة لأنها أمرت بعقوبة الضرب حتى الموت، وبعد الإقرار بالذنب تم سحب تهمة القتل على أساس أنها لم تكن تنوي فعلًا أن تقتل أن أوجيلبي، فحكم عليها بالسجن لمدة 10 سنوات في سجن أرماغ، وحكم عليها بحكمين آخرين بالسجن ثلاثة سنوات بتهمة ترهيب آن واحتجازها ضد رغبتها، وأثناء التحقيقات معها اعترفت ليلى أن مقتل آن كان نتيجة ثأر شخصي عقاب لها على علاقتها بعضو المنظمة ويليام يونج.كما حكم على اثنين الأخرون بأحكام بالسجن لمدة 3 سنوات بتهمة التواطؤ، أما الزوج ويليام يونج وزوجته فقد تم سحب تهمة القتل ضدهما بعد أن اعترفا بأنهما حاولا منع الفتاتين من ضرب آن، وحكم على شخصين في المنظمة بالسجن عامين بتهمة التخويف، وحكم على أربعة آخرون بالسجن لمدة 18 شهر بتهمة التخويف، وحكم على شاب لم يبلغ السادسة عشر من عمره بالسجن 18 عام مع وقف التنفيذ، وخلال المحاكمة صرح القاضي أن UDA  هي منظمة شريرة ووحشية من الأشخاص الذين يريدون تنفيذ القانون بأيديهم، وإرهاب المجتمع.أما بالنسبة لأبناء آن الأربعة فقد انتقلت الابنة الكبرى للعيش مع عمها في سيون ميلز، وظلت على اتصال بشقيقها الأصغر منها، لكن لا أحد يعلم مصير الطفلين الأخرين.

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك