تعد قصة سنو وايت والأقزام السبعة واحدة من أشهر قصص الأطفال بالعالم ، ظهرت لأول مرة عام 1812م ، حينما قام الأخوان جريم بنشرها ضمن العديد من القصص الشعبية التي قاموا بجمعها .واختلف المؤرخون حول واقعية تلك القصة من عدمها ، فمنهم من ربطها بحياة بعض الأميرات في العصور الوسطي ، ومنهم من يرى أنها خيال محض ، وتم اقتباسها في أول فيلم للرسوم المتحركة من إنتاج شركة والت ديزني عام 1973م ، ولاقت حينها نجاحًا منقطع النظير ، وانتشرت في جميع أنحاء العالم .بداية القصة :
كان في قصر جميل ، وبلدة أجمل ، يحيا ملك طيب القلب ، هو وزوجته الملكة الجميلة ، ولم يكن لديهما من الأبناء ما يفرج عنهما الحزن ، فدعت الملكة ربها ليرزقها بطفلة جميلة في بياض الثلج ، وبالفعل استجاب .أيام قليلة وانتشر الخبر في أرجاء القصر ، الملكة تحمل طفلًا سيكون وريثًا للعرش ، وفرح الملك كثيرًا بهذا النبأ ، وأخذ يعد الأيام والليالي ، هو وزوجته حتى جاء اليوم الموعود ، يوم الولادة .وجاءته طفلة بديعة الجمال ، وليس هناك من هي أجمل منها ، بيضاء كالثلج ، عيناها زرقاوان ، وشعرها في سمرة القمر المظلم ليلًا ، وأقام الملك الأفراح احتفالًا بقدوم الأميرة الصغيرة ، ولكن لسوء الحظ ماتت الملكة بعد سنوات قليلة ، وحزن عليها الملك حزنًا شديدًا ، ولكنه تزوج من أخرى لرعاية ابنته الصغيرة .كانت زوجته جميلة ، ولكن ليست بجمال الأميرة الصغيرة ، وكانت امرأة شريرة قاسية القلب تسيء معاملة الأميرة سنو وايت ، وتغار منها ، وكان لديها مرآة سحرية تتحدث معها وتسألها دوما : من هي أجمل نساء الأرض ؟ .فتجيبها المرأة : ليس هناك من هي أجمل منك يا سيدتي ، فتفرح كثيرًا بتلك الإجابة ، وتعود مرة أخرى لتسألها ؟ ، فتسمع نفس الجواب ، فيطمئن قلبها .حتى كبرت الأميرة الصغيرة ، وأصبحت أجمل بنات المملكة ،في جمالها وقلبها المملوء بالحب ، وجاءت زوجة الأب الشريرة إلى مرآتها السحرية لتسألها نفس السؤال ، ولكنها لم تسمع الإجابة المعتادة فملأ الحقد قلبها ، وقررت التخلص من الاميرة الصغيرة .فطلبت من الحارس أن يأخذها للغابة ، ويقتلها هناك ، ويحضر قلبها كي تتأكد من موتها المحتوم ، بخطى متثاقلة أخذ الحارس سنو وايت ، وذهب إلى الغابة ، وهناك رق قلبه ولم يستطيع قتلها ، وطلب منها الهرب وعدم العودة إلى القصر لكي لا تقتلها المملكة .واصطاد حيواناً صغيراً ، وأتى بقلبه إلى الملكة الشريرة ، وأخبرها أن هذا هو قلب الأميرة ، وظلت الأميرة تمشي في الغابة القريبة إلى أن وجدت كوخ صغير ؛ فنامت بداخله ، وكان ذلك الكوخ ملكًا للأقزام السبعة ، والذين كانوا يعملون بمناجم الماس بالبلدة .وحينما عادوا إلى منزلهم ، بعد مشقة يوم العمل الطويل ، وجدوا الأميرة النائمة ؛ فتعجبوا من شدة حسنها ، وتساءلوا من أين جاءت ؟ .فاستيقظت الأميرة لتجد أمامها سبعة من الرجال ، قصيري القامة ، كثيفي الشعر واللحية ، سنهم يبدو أكثر من طولهم ؛ أخبرتهم الأميرة بقصتها ، وطلبت منهم المساعدة ، فوافقوا بشرط أن تقوم هي بالأعمال المنزلية لحين عودتهم من المنجم .وعاشت الأميرة مع الأقزام السبعة في سلام لم يدم طويلًا ، فقد أحضرت الملكة الشريرة مرآتها كعادتها كل فترة لتسألها عن أجمل نساء الكون ، وحينما أخبرتها أن سنو وايت هي أجمل النساء ، جن جنونها ، فهي أمرت الحارس بقتلها ، وأمسكت قلبها الصغير بين يديها .هنا قررت زوجة الأب الشريرة ، أن تقتل الفتاة بنفسها كما قتلت أبيها ، وأمها ، فسحرت نفسها إلى امرأة عجوز ، وأمسكت بسلة من التفاح المسموم ، وجابت البلدة تبحث عن سنو وايت .وصلت العجوز المتنكرة إلى الغابة ، وهناك رأت كوخ الأقزام السبعة ، فنظرت عبر النافذة لترى سنو وايت منشغلة بطهي الطعام ، وتنظيف المنزل ، فتملك الحقد قلبها ، وتظاهرت بالتعب .نادت العجوز على سنو وايت ، وطلبت منها المساعدة ، فخرجت سنو وايت صاحبة القلب الطيب على الفور لمساعدة العجوز ، دون أن تلتفت لتعليمات الأقزام السبعة لها بألا تفتح الباب لأحد ؛ حتى لا يصيبها مكروه .شكرت العجوز سنو وايت على المساعدة ، وأعطتها تفاحة حمراء جميلة المنظر لتأكلها ، كان طعمها لذيذ ولكنها مسمومة .وانصرفت العجوز ، وهي فرحة ، وتركت سنو وايت جثة هامدة على الأرض ، وبعد وقت قصير عاد الأقزام السبعة ليجدوا سنو وايت ملقاة ، على الأرض دون حراك ، والتفاحة إلى جانبها ، فحزنوا عليها حزنًا شديدًا عليها .فقد حولت حياتهم الجافة ، إلى جنة نظيفة ، ومرتبة ، فقد أحبوها كثيراً ، فرفضوا دفنها ، وصنعوا لها صندوقًا من الزجاج به فتحات صغيرة ، ووضعوها فيها ، حتى يروها دائمًا أمامهم ، ومرت الأيام ، وسمع الكثيرون على قصة الأميرة النائمة فجاء الأمير الشجاع وأنقذ الأميرة بعد قبلة منه ، أبطلت مفعول السحر الذي وضعته العجوز الشريرة بالتفاح .فتحت الأميرة عينيها ، ونظرت للأمير ، والأقزام السبعة وهي مبتسمة ، فقد كانت تظن أنها فقط كانت نائمة ، فحكوا لها ما حدث ، وانتقم لها الأمير من الساحرة الشريرة ، وعادت الأميرة لتحكم بلدتها ، هي وزوجها الأمير ، ومعهم الأقزام السبعة ، وعاشوا في سعادة .