في إحدى الأماكن كان هناك ورقة لورد الزنبق ، نبتت في مرج أخضر كبير ، وعاش عليها ضفدع كبير ، كان ضفدع ضخم وكان فخورًا بحجمه ، كل الضفادع الأخرى ، كانوا يخشونه ، وكانوا يعاملوه باحترام كبير .كذالك كل المخلوقات الأخرى ، واليرقات المضيئة الزرقاء ، والتي كانت تحوم طوال اليوم ، فكانوا يبتعدوا عن لسان الضفدع الكبير اللزج ، وكذالك كل البراغيث الصغيرة ، كانت ترفرف في سحابه ناعمة في الليل ، حتى الأسماك في الجدول كانوا يسبحون بحذر ، بدون أن يزعجوه ، فكان الضفدع بمثابة ملك لهذه المنطقة دون أي منازع له .كان المرج بجوار الجدول ، ملكًا لفلاح يمتلك ثورًا كبير ، وقد عمل الثور بجد طوال حياته لخدمة الفلاح ، كان يساعده في حرث الأرض ، وكان يجر سيارة خشبية قديمة ، وكان يحمل عليها المحاصيل إلى السوق ، ويوصل أطفال الفلاح إلى المدرسة ، ولكن الثور الآن كبير السن ، ولم يعد يملك نفس القوة التي كان يعمل بها من قبل .وكان الفلاح يحب الثور كثيرًا ويشعر بالامتنان له ، على كل العمل الذي قام به من أجله على مر السنين ، لم يكن الفلاح يخطط لبيع الثور ، بدلًا من ذلك قرر الفلاح ، أن يترك الثور يقضي باقي حياته في مكان واسع كبير ، تحديدًا في المرج بجوار الجدول .في صباح أحد الأيام ، كان الثور يمشي في المرج ، ويتجول حول الجدول ، ويتفقد منزله الجديد ، وكانت الحشائش ناعمة وخضراء ، والأزهار تغطي الأرض في كل مكان ، وكان الثور سعيدًا ، فقد خطط لكي يقضي أيامه في أكل الأعشاب الطازجة والاستمتاع بضوء الشمس .وكل المخلوقات الصغيرة في الجدول بدأت تحدق في الثور باستغراب وخوف ، وهرعت الفراشات ترفرف مبتعدة بسرعة ، النمل العامل بجهد والنحل المشغول توقفوا جميعًا عن أعمالهم ، حين مر الثور بجوارهم ببطء ، فكلهم لم يسبق لهم ورأوا مخلوق بهذه الضخامة ، حتى الضفدع الضخم كان أصغر من الثور الكبير ، وكان الثور يتجول بسعادة على الحشائش الحلوة ولم يلاحظ أيا من المخلوقات الأخرى .وسمع الضفدع اليرقات تتحدث عن الثور الضخم ويصفونه بأنه وحش ضخم وكبير ، سيعيش معهم بجوار الجدول ، وقد عرفت اليرقات أن الثور سيعيش معهم من النحل ، الذين سمعوا الخنافس الحمراء الصغيرة تناقش الأمر بعد أن سمعوه من النمل ، والذي كاد الثور أن يدوس عليهم أثناء تجواله بجوار الجدول .وكانت اليرقات تقول أن هذا الكائن هو أكبر وأضخم مخلوق سبق ورأوه ، وكانت بعض اليرقات تصرخ بأن قرونه الضخمة على رأسه طويلة للغاية ، لدرجة أن ضربة واحدة من قرونه كافية لتدمر حياة الكثير من المخلوقات بجوار الجدول .ولم يصدق الضفدع أي كلمة مما سمعها من اليرقات ، وقد ردد صارخا هذا الوحش الذي تتحدثون عنه لا يمكن أن يكون أكبر مني ، وقرونه وذيله لا يمكن أن يكونوا مخيفين أكثر من لساني الطويل اللزج .وقال الضفدع : كيف يمكن أن يكون هناك أي مخلوق أكبر مني ؟ ، لا يمكن أن يكون هناك أكبر من أكثر ضفدع مدهش في العالم كله ، اليرقات فقط تهول الموضوع ، وأخرج الضفدع لسانه وأمسك بعشرات اليرقات يأكلها مرة واحدة .في نفس الأثناء مر الثور بجوار الجدول ، وكان يشعر بالعطش ، ابتعدت اليرقات بسرعة وفي خوف بعيدًا عن الثور ، بعيدًا عن قرونه الكبيرة وذيله الطويل ، وشرب الثور حتى شبع وقرر أخذ قيلولة بجوار الجدول .ورأى الضفدع الثور الكبير ، وسأل نفسه لماذا كل هذه الجلبة ، فهذا الوحش المخيف ليس إلا ثور كبير سخيف ، ليس كبيرًا كما يقول الآخرين .
فصرخ الضفدع في اليرقات هل هذا هو الوحش الكبير ؟ .
فردت اليرقات بخوف نعم ، هل رأيت كم هو كبير ؟ .
فضحك الضفدع بسخرية ، قال كبير ؟ ، وهل تعتقدون أن هذا الثور كبير ؟ لماذا ؟ ، أنا أستطيع أن أكون ضعف حجمه إن أردت ذلك ، شاهدوني .أخذ الضفدع نفسًا كبيرًا وظل ينفخ وينفخ ، حتى انتفخ مثل البالون الكبيرة .
وقال الضفدع هل رأيت ؟ ألست كبيرا مثله ؟ .
كان الضفدع يسأل اليرقات ويتحدث بصعوبة ، فردت اليرقات لا يا ضفدع لم تصل بعد إلى حجمه ، الوحش أكبر بكثير ، أنظر له كيف ينام على العشب ، ويبدو ضخمًا للغاية .فقال الضفدع : حسنًا ، سترون ، أخذ الضفدع نفسًا أخر عميق ، ونفخ مجددًا أكثر من مرة وقال لابد وأن أكون أكبر منه الآن ، فردت اليرقات لا ليس بعد ، الوحش أكبر من هذا بكثير .وشعر الضفدع بالغيظ من اليرقات ، وبشرته بدت أفتح وممده كثيرًا ، وكان الأمر صعبًا لأنه كان يشعر ، بأنه سينقلب في أي لحظة ، كما أن وجنتيه كانت شديدة الانتفاخ وعيناه تقريبًا ، كانت مغلقة من شدة الانتفاخ ، فقرر الضفدع أن يقوم بمحاولة أخيرة ، حتى ترى اليرقات أنه الأكبر .قال الضفدع : شاهدوني وأخذ نفسًا عميقًا بصعوبة كبيرة ، وكان النفس بأقصى قوة يستطيعها الضفدع ، وبدأ ينفخ وينفخ وينفخ وبدأ يكبر ويكبر ويكبر وفجأة صوت فرقعة وأنفجر الضفدع ، نتيجة لكبره .مترجمة من قصة : The Frog And The Ox