يحكي أنه في قديم الزمان ، أراد جحا أن يهدي السلطان في عيد ميلاده ، هدية رائعة ، فاختار أن يهدي له وزه مطبوخة ، فأتي بإوزة سمينة وقام بذبحها وتنظيفها جيدًا ، ثم وضعها في إناء به ماء على النار ، ووضع عليها التوابل والماء لتصبح مرقًا ، وكل ما تحتاجه الوزة لكي ينضج لحمها ، وبالفعل لما نضج لحمها ، نظر جحا إليها طويلًا ثم قال : والآن يا إوزتي العزيزة ، سوف يؤكلك السلطان وحده ، بالهناء والشفاء .الطريق الى القصر:
ثم حمل جحا الوزة المطبوخة ذات الرائحة الطيبة ، بين يديه قاصدًا قصر السلطان لإعطائه اياها كهدية في عيد ميلاده ، ولكنه وهو في الطريق إلى القصر ، حدثته نفسه أن يتذوق لحم الوزة الطيب الشهي اللذيذ ، ولكن كيف يقوم بفعل ذلك ، كيف يهدي السلطان إوزة مطبوخة ومأكول منها ، وبعد أن فكر قليلًا وجد فكرة رائعة يستطيع بها أن يأكل جزء من الإوزة المطبوخة ، دون أن يلاحظ السلطان ، فقام جحا بالوقوف تحت ظل شجرة في الطريق ، وقام بقطع إحدى رجلي الوزة المطبوخة وأكلها وهو يقول : كيف أقاوم هذا الإغراء الشديد ، إنها لذيذة وشهية جدًا .الهدية :
ثم تابع طريقة إلى القصر ، وحين وصل جحا إلى القصر أدخله الحراس في الحال ، دون أن يعترضوا طريقه ، فهم يعلمون جيدًا علاقة جحا بالسلطان فهو مقرب إليه جدًا ، ودخل جحا إلى القصر وتقدم من السلطان ، وقدم له الوزة في خشوع وقال له : كل عام وحضرتكم بخير يا مولاي السلطان ، وإني أنتهز هذه المناسبة السعيدة لأقدم لعظمتكم ، هديتي المتواضعة .نظر السلطان إلى الوزة المطبوخة وقال لجحا : هدية مقبولة يا جحا ، لكن هذه الوزة برجل واحدة يا جحا أين رجلها الثانية ؟ فرد عليه جحا قائلًا : إن الوز يا مولاي برجل واحدة ، وإن لم تصدقني ، فانظر من الشرفة إلى الوز على ضفة البركة .وبالفعل قام السلطان من مجلسه ونظر من الشرفة الى الوز الواقف بشموخ على ساق واحدة عند البركة ، وقد رفع إحدى رجليه وأخفى رأسه في صدره كما هي عادة الوز دائمًا ، وأظهر السلطان اقتناع بكلام جحا وقال له وهو يهز رأسه باقتناع : الحق كل الحق لك يا جحا ، فإن الوز بالفعل له ساق واحدة .لكنه أمر حارسه في السر أن تذهب الفرقة الموسيقية بجوار البركة ، وتعزف لحنا بصوت عالي جدًا ، بجانب الوز هناك ، وبالفعل ذهبت الفرقة الموسيقية ، إلى البركة وعزفت عزفًا عنيفا ، مما ازعج الإوز كثيرًا وجعله يجري كل واحدة في كل ناحية ، على رجلين خائفًا مذعورًا من شدة العزف ، فقال السلطان لجحا : تعالى إلى هنا يا جحا وانظر ، فإن الإوز ذو الرجل الواحدة يجري على ساقين ، ماذا حدث له ؟ذكاء جحا :
فرأى جحا كل الوز يجري على ساقين ، ففهم جحا أن السلطان قام بهذه الحيلة ليكشف عن كذب جحا ، ويفضح أمره ، فرد عليه جحا قائلًا : سبحان الله ، نعم يا مولاي السلطان فان الوز يجري على ساقين بالفعل ، فقال له السلطان غاضبًا : لماذا إذا تحاول أن تخدعني يا جحا ؟فرد عليه جحا قائلًا : العفو يا مولاي السلطان ، فلا أحد يتجرأ على خداعك ، ولكن هل نسيت يا مولاي بأن الرعب يأتي بالعجائب ، فها هي الإوزات عندما خافت من شدة العزف ، انطلقت مسرعة في كل ناحية تسير على قدمين ، فإنك أنت نفسك لو أصابك من الرعب ما أصاب الإوز لرحت تجري على أربع .