هذه القصة خيالية ولكن بها معاني جميلة عن جزاء الغرور ، يحكي أنه في قديم الزمان في بلد بعيدة عاش إمبراطور ، وكان هذا الإمبراطور شديد الغرور ، وكان قاسي القلب لا يهتم بشئون رعيته .فكان يفرض الضرائب على الناس ويثقل كاهلهم بما لا يستطيعون حمله ، وكان يجمع من الناس أمولًا طائلة ، ثم يقوم بصرفها على زينته ، فيشتري لنفسه أفخم الثياب وينشئ لنفسه قصورًا شاسعة مليئة بالزينة ، وكان يلبس كل يوم ثوب جديد من الحرير المرصع بالجواهر ولا يرتديه ثانية أبدًا ، وكان الناس يكرهون هذا الإمبراطور ويتكلمون فيما بينهم عن أفعال الإمبراطور وإسرافه الشديد ، وكيف أنه تسبب في فقر شعبه بسبب أفعال وغرورة وأنانيته .وذات يوم أتى إلى القرية زائرين من بلد بعيد وأخذا يتجولان في الأسواق ، وبينما هم يسيران في السوق ويتظاهران بالشراء سمعًا أهل البلد يتكلمون ، ويحكون عما يفعله الإمبراطور ، وأنه سوف يقيم مهرجان سنوي ، ويبحث عن خياط ليخيط له ثياب جديدة لا مثيل لها.وكان هذان الزائرين محتالين يتكسبون عيشهم من الاحتيال وحين سمعًا كلام الناس ، خطرت في رأسيهما فكرة ، فقال أحدهما للأخر إن أهل هذه القرية جميعهم فقراء ولا يملكون شيئًا ، ولا يجب أن نحتال عليهم لأننا لن نستفيد شيئًا ، بينما هذا الإمبراطور يملك الكثير من الأموال كما أنه مغرور والغرور يعمي العقل وبذلك نستطيع أن نحتال عليه بسهولة فوضعا الخطة وذهبا ونزل إلى السوق .واتجها إلى السوق وأشاع بين الناس أنهما خياطان يقومان بحياكة أنواع غريبة من الثياب ، ثياب ذهبية يستطيع كل الناس رؤيتها ، إلا الأحمق فإنه لا يراها ، اندهش الناس وأخذوا يتناقلون أخبار الرجلين حتى وصل خبرهما إلى حراس الإمبراطور ، فذهبوا مسرعين إلى الإمبراطور وأخبروه بما سمعوا .على الفور أرسل الملك في طلب المحتالين ، وطلب منهما أن يغزلا له ملابس من ملابسهما العجيبة وسألهما ماذا يطلبان ليصنعا له هذه الملابس ، فطلب المحتالان غرفة هادئة ومغزل والكثير من خيوط الحرير الغالي وبودرة الذهب واللؤلؤ والزمرد لتزيين الثياب . وبالفعل لبى الإمبراطور مطلبهما ، وجهز لهما غرفة مملؤة بالخيوط الغالية وماء الذهب والجواهر .وظل المحتالين داخل الغرفة يأكلان أشهى أنواع الطعام وهم سعداء ولا يقومان بشيء ويسخران من الإمبراطور الأحمق ، وكان الإمبراطور لا يطيق صبرًا حتى يرى تلك الثياب ، فأمر أحد مستشاريه أن يذهب إلى غرفتهما ليرى الثوب الذي يغزلانه .وبالفعل ذهب المستشار إلى الغرفة ، فأدعى المحتالان أنهما يغزلان ومثلًا أنهما يحملان ثوب وقالا له (ألا ترى تلك الخطوط الحمراء والزرقاء في الثوب) ، خاف المستشار لأنه لم يرى شيئًا فقال في نفسه لو أخبرت الإمبراطور ، أنني لا أرى شيئًا فسيعرف أنني أحمق ويطردني ، فعاد المستشار إلى الإمبراطور وحكى له عن روعة الثياب الجديدة .فرح الإمبراطور وظل كل يوم يرسل مستشار جديد ، ليشاهد الثياب فلا يرى شيئًا ، ويعود فيكذب على الإمبراطور ، وهكذا تكرر الأمر حتى أتى يوم المهرجان ، فحضر المحتالين وأدعيا أن معهما الثوب ، وأنهما وضعاه على الإمبراطور ولكن الإمبراطور لم يرى شيئًا ، فقال في نفسه الجميع يرى الثياب إلا أنا لو علموا أنني لا أرى شيئًا فسيعرفون أنني أحمق .وهرب المحتالين ومعهم الذهب والمجوهرات ، وركبا جوادهما مسرعين خارج المدينة ، فتعثر جوادهما ووقع وسقط كل ما عليه من جواهر في البحر وخسر المحتالان كل شيء ، بينما الإمبراطور خرج للرعية عاريا فأخذ الناس يتهامسون ويضحكون على الإمبراطور وحين إذا أدرك الإمبراطور أنه خرج عاريًا وأنه فعلا أحمق لأنه صدق المحتالين .