قصة الجبل الأحمر

منذ #قصص اطفال

هناك في سنغافورة يوجد جبل صغير يعرفه الناس باسم الجبل الأحمر ، وعندما تسأل المسنين من أهل المكان عن سبب احمرار الجبل ، وتسميته بهذا الاسم يخبرونك بتلك القصة :منذ قديم الزمان امتلأ البحر حول سنغافورة بأسماك كبيرة تدعى السياف ، جلبتها الأمواج العالية معها إلى البحر ، ولم يكن في مقدور الناس حينها السباحة أو التجول بطول الشاطئ ، خوفًا من تلك الأسماك المتوحشة ؛ التي منعت الصيادين من كسب رزقهم ، وأتلفت قواربهم ، وهاجمت العديدين منهم.وفي يوم من الأيام قرر راج الأمير الهندي ؛ حاكم سنغافورة أن ينفذ خطه تخلص شعبه من أسماك السياف المتوحشة ، فأمر جنوده أن يصطفوا بطول الشاطئ ، ومعهم رماحهم ، وحين تكثر الأسماك يطعنوها بالرماح ، ويأخذوها لإطعام أهل سنغافورة ، وهكذا يكون استفاد من وجودها ، وفي نفس الوقت تخلص من خطرها .وبناءً على تعليمات الأمير ، اتخذ الجنود مواقعهم على الشواطئ ، وفي يد كل منهم حربة ، ودرع في اليد الأخرى ، وعندما بدأ المد يرتفع ويدخل إلى الشاطئ ، بدأ الجنود يستعدوا لمواجهة الأسماك ، ولكنها كانت أسرع منهم ، فاقتحمت صفوفهم المتراصة ، ونفذت بسيوفها بينهم ، وقتلت منهم الكثير.وأمر الأمير بعدها بتشكيل صف أخر من الجنود ؛ ليحلوا محل الجرحى والقتلى ، ويصدوا أسماك السياف ، ولكن دون فائدة ؛ فقد كانت الأسماك أقوى منهم ، وصرعتهم جميعًا ، وتكرر الموقف مرات ، ومرات ، ولكن دون جدوى .وبينما هذا الأمر يحدث ، كان هناك فتى صغير يرقب ما يفعله الجنود ، وفكر في نفسه أن يذهب للأمير ، ويقترح عليه حل ذكي يخلص البلاد من الأسماك المتوحشة ، وينقذ الجنود من مصيرهم البائس ، وبالفعل ذهب الفتى إلى الأمير ، وعرض عليه أن بضع أشجار الموز بطول الشاطئ ؛ حتى إذا على الموج ، وأتت أسماك السياف إلى الشاطئ ، التصقت سيوفها بالشجر ، ولم تستطع العودة إلى عمق البحر ثانية .أعجب الأمير كثيرًا بحكمة الصبي ، ونفذ الفكرة التي اقترحها عليه ؛ حيث أمر جنوده بقطع أشجار الموز التي كانت تكثر زراعتها في أرضه ، ورصها بطول الشاطئ ، ولما على الموج قذف بأسماك السياف إلى شاطئ البحر ؛ فاصطدمت بفروع الموز اللينة ، واخترقت سيوفها لب الأشجار ، ولما انحسر الماء بعيدًا ، أصبح لا حول لها ولا قوة ، فقطعها الجنود تقطيعا ، وأخذوها لإطعام أهل المدينة.بعد هذه الحادثة ظل الراجل يفكر طويلًا في حكمة الصبي ، وقال في نفسه إنه فتى ذكي ، ولا شك أنه سيكون ذا شأن كبير في المستقبل ، وقد يتطلع إلى عرشي ويأخذه مني ، وظل الأمير متخوفًا من هذا الأمر ، لا ينام الليل ، ولا يقلع عن التفكير بالنهار ، وأخبر قائد الحرس بمخاوفه ، فظن القائد أن الأمير يرغب في قتل الصبي ، حتى يتخلص منه.وفي نفس اليوم أرسل القائد أربعه من جنوده إلى كوخ الصبي فوق قمة الجبل ، وحينما وجدوه نائما ذبحوه ، فسال دمه على الأرض ، وأمتد إلى الجبل ، فتلون باللون الأحمر ، ومن يومها الناس ويدعونه بالجبل الأحمر .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك