ذات يوم دخلت فاطمة إلى المنزل وهي حزينة وتبكي ، رأتها والدتها وسألتها ما الذي يبكيكِ يا فاطمة ، فقالت فاطمة ذهبت إلى زيارة صديقتي هبة ، وحين وصلت إلى بيتها وجدت الباب مفتوحًا فدفعت الباب ودخلت إلى منزلها وأخذت أنادي عليها .خرجت أم هبة من المطبخ ولما رأتني سألتني كيف دخلتي إلى هنا يا فاطمة ، فقلت لها دخلت من الباب ، فأجابتني وهي غاضبة لماذا لم تدقي الجرس أولًا ، فحين أخبرتها أنني وجدت الباب مفتوحًا ، قالت لي أنت مخطئة يا فاطمة ، ما كان يجب أن تدخلي حتى تستأذني والآن ماذا تريدين يا فاطمة ، فردت عليها اريد صديقتي هبة لألعب معها .فقالت والدة هبة : لا يا فاطمة إن هبة تذاكر دروسها الآن ولن تستطيع اللعب معكِ هيا أذهبي وتعالي في وقت لاحق ، لذلك عادت فاطمة إلى بيتها وهي تبكي وحزينة وقد شعرت بالإهانة من تصرف والدة هبة وعزمت ألا تلعب مع هبة مجددًا .لما سمعت والدة فاطمة الحكاية نظرت إليها وهي حزينة ، وقالت لها يا ابنتي إنك ارتكبت عدة أخطاء اليوم ، ردت فاطمة أنا ارتكبت أخطاء يا أمي ما هي ، ردت الأم إن للزيارة آداب يا فاطمة وأنت تجاهلت هذه الآداب تمامًا يا فاطمة .فقالت الأم : يا فاطمة يجب أولًا يا فاطمة عندما تزورين أحدًا ، أن تكون الزيارة بموعد سابق ، كما يفعل زوارنا حين يتصلون بنا ويطلبون الزيارة ، فنستعد لاستقبالهم ، قالت فاطمة هذا صحيح يا أمي .فسألت فاطمة ما هي الأخطاء الأخرى يا أمي ، قالت الأم كان يجب أن تطرقي الباب أو تدقي الجرس ، قبل الدخول وتنتظرين أن يرد عليكِ أحد ، ويدعوكِ للدخول ، حتى لو كان الباب مفتوحًا وإلا تعودي ولا تدخلي .ثم هناك خطأ أخر يا فاطمة كان يجب أن تلقي السلام ، أولًا ، حين تدخلين ولا تتجولين بالمنزل فربما تقع عينيكي على شيء لا يحب أهل البيت أن يراه أحدًا ، ولا يحق لك يا بنتي أن تغضبين من والدة صديقتك لأنها طلبت منك الانصراف والعودة في وقت لاحق .لأن ديننا الحنيف يؤمرنا بذلك ، فتسألت فاطمة كيف ذلك يا أمي . قالت الأم ألم تسمعي يا فاطمة قول الله تعالى في سورة النور ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} سورة النور الآية 27 .فهل فهمت خطأك الآن يا فاطمة ، فردت فاطمة نعم يا أمي فهمت ، أني مخطئة ولن أعود لمثل هذا السلوك مرة ثانية ، فقالت الأم لفاطمة والآن يا حبيبتي لكي تتصلين بوالدة صديقتك لتعتذرين لها عن هذا السلوك السيئ .بالفعل اتصلت فاطمة بمنزل صديقتها هبة ووجدت والدتها ترد على الهاتف فاعتذرت لها عما بدر منها ، وتقبلت والدة هبة الاعتذار ، وطلبت من فاطمة أن تأتي لزيارة هبة إذا شاءت لأنها أنهت واجباتها الدراسية ، ففرحت فاطمة وذهبت لصديقتها وهي سعيدة لأنها أصلحت خطأها وقد تعلمت درسًا جديدًا .