يحكي أنه كان هناك غراب يعيش في عش على شجرة ، وكان بجوار شجرته جحر ثعبان أسود كبير فكان كلما وضع الغراب بيضًا ، ينتظر الثعبان حتى تخرج أفراخ الغراب من البيض وهجم على الأفراخ وأكلها .فحزن الغراب وذهب إلى صديق له ، وحكى له عما يفعله الثعبان ، وقال لصديقه سوف أتربص بجحر الثعبان حتى ينام فأهجم عليه وأفقأ عينيه بمنقاري انتقامًا لأفراخي ، فرد عليه صديقه لا تفعل يا صديقي ، فربما إذا فعلت ذلك قتلك الثعبان فأصبحت مثل الطائر الذي تربص بالسرطان فقتل نفسه ، فسأل الغراب صديقه وما حكاية ذلك الطائر ، قال له صديقه :يقال أنه كان هناك طائر يعيش بجوار بحيرة ، وكان هذا الطائر يقتات على صيد السمك من البحيرة ، حتى كبر وضعف نظره ولم يعد يستطيع الصيد ، حتى إذا أنهكه الجوع ففكر في حيلة لصيد الأسماك دون تعب .وفي يوم مر به سرطانًا ففكر في تنفيذ خطته وتظاهر بالحزن ، فسأله السرطان مالي أراك حزينًا ، قال له لقد رأيت اليوم صيادين يريدان اصطياد سمك هذه البحيرة ، ولكن أحدهما قال لصاحبه أني أعرف بحيرة أخرى بها أسماك أكثر من هذه البحيرة ، فهيا نذهب إلى هناك أولًا حتى ننهي ما بها من أسماك ثم نعود فنصطاد السمك الموجود في هذه البحيرة .فأسرع السرطان إلى البحيرة وأخبر السمك بقول الطائر ، فهرعت الأسماك إلى الطائر مسرعة ، وسألته ماذا نفعل ، فقال لهم الطائر أني أعرف غدير قريب من هنا فيه أسماك كثيرة ومياه عظيمة ويمكنني نقلكم إلى هناك .فصدقت الأسماك كلام الطائر واتفق معه أن ينقل كل يوم سمكتين ، فكان يأخذ كل يوم سمكتين ويذهب خلف التلال ثم يأكلهما ، وفي يوم جاءه السرطان وطلب منه أن ينقله مثل الأسماك .بينما هو طائر بالسرطان وقد اقترب من مكان أكل الأسماك ، رأى السرطان عظام الأسماك ، فعرف نية الطائر فهوى على رقبة الطائر بيده حتى قتله ، فعاد السرطان للأسماك فأخبرهم بما فعل ومات الطائر نتيجة مكره .فقال الغراب لصديقه لم تخبرني تلك القصة قال له أردتك أن تعلم أن بعض المكر قد يهلك صاحبه حتى تتريث ، فقال الغراب لصديقة إذن ماذا أفعل لأتخلص من ذلك الثعبان حتى لا يقتل أفراخي ثانية ؟فقال له اذهب إلى بيوت الناس وحاول أن تسرق شيئًا من الحلي ، ثم أذهب إلى جحر الثعبان وألقي الحلي عنده ، فطائر الغراب حتى وجد مجموعة من السيدات ، فخطف منهن عقدا وطار ، فصرخت النساء ولحق الناس بالغراب حتى وصل الغراب إلى جحر الثعبان فألقى العقد بداخله ، لما وصل الناس إلى مكان العقد وجدوا الثعبان بداخله ، فتجمع الناس حوله وقتلوه حتى لا يؤذي أحدًا ، ففرح الغراب وقد تخلص من قاتل أفراخه إلى الأبد .من حكايات كليلة ودمنة .