قصة هدايا العيد

منذ #قصص اطفال

كانت الأسرة رغم بساطة حالها سعيدة مكتفية بما لديه ، تنام ليلها في راحة وتستيقظ في الصباح بكل أمل ونشاط ، مرتبطين جميعهم بحب كبير يسيطر على كل شيء ، يأكلون سويًا ويهتمون لأمر بعضهم البعض ، الأب والأم و الفتاة والصبي ومعهم الجد ، يعيشون ويتشاركون كل شيء .وكان الأب يعمل كسائق لسيارة خشبية يحمل عليها البضائع من أجل التجار بأجر بسيط ، وكانت الأم تصنع الخبز وتبيعه للجيران ، أما الصبي فكان يهوى تصليح الأشياء ، وكانت الفتاة تحب الرسم كثيرًا ، أما الجد فكان عاشق للقراءة كثيرًا ويقضي معظم وقته في تفحص كتبه .اقترب العيد وأرادت الأسرة أن تهدي بعضها البعض ، ولكن كانت أحوالهم المالية صعبة فقرروا أن يهدون بعضهم ، الأم تهدي الفتاة ، والفتاة تهدي الصبي ، والصبي يهدي الجد ، أما الجد فيهدي الأب والأب يهدي الأم ، جلس كل فرد يفكر فيما سيحضره للأخر .حاول كلًا منهم أن يشتري شيئًا يحبه الأخر ، ولكن حتى يشترون هذه الهدايا يجب أن يعملوا بشكل إضافي حتى يتمكنوا من شراء الهدايا ، حاول الأب أن ينقل الأفراد بدلًا من البضائع حتى يوفر المال ، ولكن العربة الخشبية لم تتحمل ، أما الأم فحاولت صنع مزيدًا من الخبز لتبيعه ولكنها حين خرجت لتبيعه وقع على الأرض وتلوث .أما الفتاة فقد حاولت أن تدهن أحد الحوانيت ، ولكنها لم تتمكن لأن الحائط مرتفع ، والصبي كذالك لم يتمكن من معاونة نجار المدينة ، أما عن الجد فقد حاول أن يعلم الصغار القراءة مقابل المال ولكن نظره كان ضعيفًا فلم يستطع أن يفعل شيء .اجتمعت الأسرة صباح العيد وأحضر كلأ منهم هدية للآخر ،  تعجب الجميع فقد كانت الظروف المادية صعبة  ، ولكن على الرغم من ذلك تمكنوا من إهداء بعضهم البعض ، أحضرت الأم قماش للرسم لترسم عليها الفتاة ، والفتاة أحضرت حزام للأدوات لأخيها ، أما الصبي  فقد أهدى جده نظارات للرؤية ، والجد كذالك أحضر للأب أخشاب ليرمم سيارته ، أما الزوج فقد أحضر للزوجة ماكينة لطحن الدقيق .ولكن تفاجئوا أن الفتاة الصغيرة باعت الفرش والألوان لتشتري هدية أخيها ، وأن الأخ باع أدواته ليشتري النظارة لجده ، أما الجد فقد باع الكتب ليشتري للأب أخشاب يرمم بها العربة ، والأب باع العربية ليشتري بثمنها ماكينة طحن الدقيق ، وأخيرًا الأم باعت الفرن حتى تؤمن ثمن القماش للفتاة .ضحكت الأسرة كلها ، فعلى الرغم من توافر الهدايا إلا أنهم لا يستطيعوا استخدامها ، جلست الأسرة لتناول الإفطار ، وأثناء جلوسهم طرق الباب ، وكان زائرًا غريبًا يطلب طعام لحماره ، لم تبخل الأسرة رغم فقرها ، وحين دخل الرجل إلى المنزل رأى أحد لوحات الفتاة وأحدى التحف الخزفية التي رسمتها بنفسها .أعجب الزائر بالتحفة الخزفية وعرض أن يشتريها ، وافقت الفتاة على الفور ، وبعد يومين عاد الزائر إلى الأسرة وأخبرهم بأنه تاجر للتحف الخزفية وطلب من الأسرة أن تعمل معه باستمرار .منذ ذلك اليوم بدأت الأسرة كلها تعمل مع التاجر فقد كان الصبي يحضر الطين ، وتقوم الأم بتصنيعه وترسم عليه الفتاة ، وينقله الأب و يقوم الجد بالحسابات الخاصة بالعمل ، ازدهرت أحوال الأسرة وعاشوا في سعادة وحافظوا على عادة إهداء بعضهم في العيد في كل عام ، وحرصت الأسرة أن تقدم المساعدة والعون والهدايا للأسر الأخرى أيضًا حتى تشجعهم على العمل و العطاء .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك