في إحدى الغابات وحيث تعيش الحيوانات ، في صفاء تام كان الغزال والأرنب صديقان مقربان ، وبينما كان الغزال يستمتع بالشرب من ماء النهر ، فجأة قفز الأرنب بجوار الغزال محاولاً الاختباء ، وظل يصيح : هذا مخيف ، هذا مخيف ، فالتفت له الغزال ، وسأله : ماذا بك أيها الأرنب ؟ تبدو خائفاً ، فقال الأرنب : ألم تسمع صوت إطلاق النار ؟ إنه الصياد قريب من هنا .رد الغزال خائفًا : صياد ؟ ، قال الأرنب :نعم لقد رأيت صياداً يحمل بندقية ، ويسير في الغابة يا ويل لو أصابني ، ضحك الغزال فأغتاظ الأرنب ، وصاح في وجهه قائلاً : كن جاداً وأسمعني ، فالصياد قريب من هنا .سمع الغزال صوت طلقات النار ، فأرتجف وركض مسرعاً هو والأرنب ، وهما من أسرع الحيوانات ، وبدأ الصياد يتبع آثار أقدام الغزال ، وكان الغزال قد أسرع لتخبئه رأسه ، في كومة من الحشائش العالية.ولكن جسمه مازال واضحاً ، ويسهل صيده وأخبره الأرنب بأنه لا يعرف الاختباء جيداً ، وراح الأرنب يشرح للغزال طريقة الهرب من الأخطار ، وأخبر الأرنب الغزال أن الهرب من الصياد يحتاج إلى الحيلة .تعجب الغزال قائلًا : حيلة ؟ أي حيلة تقصد يا صديقي ؟ ، فقال الأرنب : فمع أنك غزالاً سريعاً ، إلا أنه يمكن للصياد النوال منك ، ولكن لا تقلق فالأمر سهل للغاية ، لذا سأدربك على كيفية إخفاء جسمك الكبير .فرح الغزال وشكر صديقه الأرنب ، وأكمل الأرنب قائلًا : الدرس الأول الذى يجب أن تدركه هو ، أن من نظر إلى العواقب سلم من النوائب ، أي حاول أن تنظر لنتيجة أفعالك وتتخيلها حتى تعلم ، كيف تتصرف حيالها .فأن ظللت تركض فيمكن لرصاصة البندقية السريعة ، أن تلحقك أيا كنت بعيداً ، لذا فالركض ليس بالأمر المنجى ، ولكن عليك بالاختباء ، بدأ الأرنب يدرب الغزال على طريقه التسلل ، في هدوء والاختباء خلف الأشجار الكبيرة ، التي تمكن الغزال من إخفاء جسمه الكبير بالكامل .بل وبدأ يدربه على الاهتمام ، بتخبئة قرونه الطويلة أيضاً ، بل وبدأ الأرنب يشرح للغزال ، طريقة اختيار الأشجار المناسبة للاختباء ، وعلم الأرنب الغزال فن الاختباء بالكامل ، بل وفن اختيار أماكن الاختباء ، حتى يسلم من الصياد .ومع أن الغزال اتقن الدرس الأول ، إلا أن الصياد كان لازال يحوم في الجوار ، ويتتبع آثار أقدام الغزال ، وكان الأرنب يجهز نفسه لتعليم الغزال الدرس الثاني ، ولكن سمعا الصديقان مرة أخرى ، صوت طلقات بندقية الصياد فعلما إنه يقترب أكثر .أسرع الأرنب في الاختباء ، بينما ظل الغزال يركض فلمحه الصياد ، وراح يركض خلفه ويوجه نحوه طلقات بندقيته ، ونسي الغزال الدرس الذى علمه له صديقه الأرنب ، وهو أن الاختباء أفضل من الركض ، لأن من نظر إلى العواقب سلم من النوائب ، ولكن وجد الغزال لا مفر من الركض ، فقفز في كومة صغيرة من الحشائش واختبأ .ظلت قرون الغزال بارزة ، وما أن اقترب الصياد حتى رأى قرون الغزال ، فصوب بندقيته نحو الغزال ، لكن خفق في أصابته فهرب الغزال مجدداً ، واستمر الصياد في ملاحقته وبينما الغزال ، يركض مرة ثانية تذكر درس الأرنب .فظل يبحث عن كومة حشائش كبيرة ، واختبأ خلفها وظل الصياد يبحث عنه هنا وهناك ، حتى شعر بالتعب فقرر الجلوس أسفل شجرة ، للاحتماء من حرارة الشمس قليلاً ، وبقى الغزال مختبئاً فترة طويلة .نظر الغزال أمامه ، فوجد عناقيد العنب الشهية ، تتدلى من الكروم فقرر الغزال الخروج من مخبئه ، لتناول عناقيد العنب ، وبدأ الغزال يتناول عناقيد العنب ويستمتع بمذاقها ، ولم يعلم بأن الصياد جالساً أسفل الشجرة مترقباً له .سمع الصياد حركة أوراق الشجر ، فنظر خلفه فوجد الغزال يتناول العنب ، وخرج من مخبئه ، فصوب الصياد بندقيته نحو الغزال ، ووقع الغزال في قبضة الصياد ، وأصابه ببندقيته ولم يستمع لنصيحة الأرنب ، ولم ينظر إلى العواقب فلم يسلم من النوائب .