منى كانت فتاة صغيرة عاشت في مومباي بالهند ، في ليلة نظرت منى للسماء وشاهدت القمر المكتمل يشع ، يتسلل ببطء إلى السماء ، فكان ضوء القمر ينتشر على حقل الذرة الخاص بوالدها ، كان مشهدًا جميلًا للغاية ، وبدأت تحمد الله على كل المعجزات التي خلقها حولها .كان القمر يبدو بالنسبة لها بعيدًا للغاية ، نظرت إلى القمر مجددًا وشعرت أن هناك شخصًا يجلس على القمر ، يجلس تحت ظل شجرة على القمر ، وكان هناك أساطير تقول أن هناك امرأة عجوز تعيش على القمر ، فكرت منى أن هذه السيدة لابد وأن تكون وحيدة ، وشعرت بالحزن لمجرد التفكير في هذه العجوز .فجأة رقص أحد أشعة القمر أمامها في غرفتها ، وبدأ الشعاع يتحدث إلى منى ويخبرها أن السيدة العجوز على القمر قرأت أفكارها ، وقررت أن تدعو منى لزيارتها ، وسألها ألا تريدين ذلك ؟ سوف أعود بك بعد بضع أيام .وكانت منى وحيدة فوالديها في زيارة بعيد عن المنزل ، ولا يوجد معها إلا خادم عجوز بالمنزل ، وافقت منى بالعرض ، وسألت الشعاع كيف يمكنني أن أصعد إلى القمر ؟ ، فقال الشعاع سوف أحملك إلى هناك كل ما عليك فعله هو أن تلمسيني ومن ثم سنصعد إلى القمر ، و مع أول أشعة شمس الغد سنصل إلى القمر ، بسرعة لمست منى الشعاع وبدأت في الطيران معه إلى القمر .عبر الشعاع المحيطات والقارات وكانت منى تعلم الجغرافيا جيدًا ، ارتفع الشعاع حتى رأت منى النجوم والكواكب الأخرى ، وكانت متحمسة جدًا فطلبت من الشعاع أن يسرع أكثر ، كانت السماء مظلمة وبالتالي بدا القمر أوضح ، كان الضوء يزداد أكثر فأكثر لدرجة أن منى كانت لا ترى أمامها من شدة الضوء ، حاولت منى أن ترى أمامها فشاهدت وديان عميقة ، وجبال عالية ، كانت تعلم أنه لا يوجد أشخاص على سطح القمر ، لأنه لا يوجد هواء للتنفس .وبدأت تفكر كيف تتنفس هي ومعها السيدة العجوز ، لابد أن هذه السيدة العجوز لديها قوى سحرية ، وصلت منى إلى أحد الجبال ، بدأ الشعاع ينخفض برفق حتى دخل إلى قلعة جميلة مصنوعة من أحجار القمر ، كلها من الجواهر التي كانت تلمع بشدة ، كل شيء كان مبهر بالنسبة لها .كان السيدة عجوز للغاية كان شعرها أبيض تمامًا ، وطويل لدرجة أنه يلمس الأرض ، سلمت العجوز على منى ودعتها للدخول إلى القلعة ، وقالت لها أنها أو إنسان يدخل إلى القلعة ، وسألتها هل جميع البشر يشبهونها ؟ وأكملت حديثها أنها شاهدت الأرض ملايين المرات لملايين السنين ، وطلبت من منى أن تحكي لها كل شيء عن الأرض .سألت منى كيف تعيشين دون ماء وهواء هنا ؟ ، فأجابت السيدة العجوز يا ابنتي بمجرد أن تمسي أحجار القمر السحرية ، لن تحتاجين إلى أي شيء ، سوف تعيشين إلى الأبد ولا تريدين أي شيء .كانت منى فتاة رقيقة وطيبة وشعرت بالشفقة على السيدة العجوز ، كانت تجلس كل يوم مع السيدة العجوز وتخبرها القصص حول حياتها على الأرض ، وكانت تصف لها كل شيء من الجبال إلى المناخ والمحيطات وحتى الحيوانات والطيور .كانت العجوز تسمع بحرص وتقول لمنى أن البشر سيصلون إلى القمر فريبًا ، وأكدت أنها بالفعل شاهدت سفن غريبة تطوف حول القمر ، ويطلق عليها كبسولات فضائية ، أكملت أنهم رواد فضاء ، لا يحتاجون للمس الحجارة السحرية حتى يتنفسون ، فلديهم معدات علمية تساعدهم على التنفس .في الصباح التالي خرجت منى لتستكشف القمر من حولها ، تتفقد الجواهر الجميلة ، حين كانت تتجول رأت كبسولة فضائية ، وبدأت تحملق في رائد الفضاء بداخلها ، كان رائد الفضاء مندهش لأن يرى منى على القمر ، سألها رائد الفضاء من أنتي وكيف وصلتي إلى هنا ؟ضحكت منى وروت القصة لرائد الفضاء ، وسألها ألا تريدين العودة إلى الأرض ؟ يمكنني أن أخذك معي إلى الأرض ، فقالت منى نعم أود أن أعود ، لكن أولًا يجب أن أودع السيدة العجوز العزيزة التي تعيش على القمر ، سوف تكون وحيدة بدوني .شعرت منى بهزة شديدة وحين نظرت وجدت أنها على سريرها في غرفتها ، ووجدت أن الخادم العجوز بالمنزل هو من يوقظها ، ويطلب منها أن تأتي لتناول العشاء ، قفزت منى من سريرها بسرعة وتوجهت إلى النافذة لتنظر إلى القمر .كانت تريد أن ترى السيدة العجوز على القمر ، لكنها لم ترى أي شيء سوى الظلال ، ففكرت منى أنها لا بد وأنها كانت تحلم ، في وقت لاحق شاركت منى في مسابقة حول كتابة القصص في مدرستها ، فقررت منى أن تكتب حول حلمها المدهش ، فازت منى بالمركز الأول وبالجائزة الكبرى ، منذ ذلك اليوم وبدأت منى تكتب القصص للأطفال ، والتي تحتوي على الخيال وأيضًا على الكثير من الحقائق .مترجمة عن قصة : the old woman on the moon