كان يومًا عاصفًا ، حين حضر ساعي البريد إلى منزل السيدة بنتون رحبت به ، ولكن الرياح العاتية قد بعثرت أوراق خطابات السيدة بنتون إلى داخل المنزل ، فدخلت لتجمعها ، تسببت الرياح العاتية في إغلاق الباب بقوة في وجه ساعي البريد ، فلم تتمكن السيدة بنتون من شكره فهي مشغولة بجمع أوراق الخطابات .طلب جاك من والدته أن يخرج ليلعب في الحديقة ، قالت له والدته أخرج ولكن أحترس من الريح ، فتح تومي الباب ، فتبعثرت خطابات والدته مرة أخرى ، أما تومي فانطلق للخارج مسرعا ، وجد الأوراق تتطاير حوله في كل مكان بألوانها الصفراء والحمراء والخضراء مكونة زوبعة صغيرة .قال تزمي ليتني كنت ورقة حتى أستطيع الطيران ، وأخذ يدور توم وسط زوبعة الأوراق حتى صار ورقة وهو يطير الآن مع الأوراق في الشارع ، فكر تومي : هذا ممتع ، هبت ورقة الإسفندان وتوقفت أمام تومي وقد أعطى شعاع الشمس لونها الأحمر اللامع ذي العروق البارزة بريقًا ظهر قويًا في عينى تومي ، والذي سألها إلى أين نذهب في رأيك ؟ ، وردت ورقة الاسفندان : هل هذه مشكلة ؟ أنت تمزح ، الحياة قصيرة .عند ذلك وصلت فجأة ورقة عجوز ووقفت بجوارهما ثم قالت : أعتذر للاختلاف ، ربما كانت الرحلة قصيرة ، ولكن النهاية هي البداية ، تمعن تومي في هذه الورقة العظيمة وعجب لقدرتها على التفكير ، ثم قال : إلى أين نحن فى النهاية ؟ ، قالت العجوز : إذا هبت الريح في اتجاهك ، فسوف ينتهى بك الأمر إلى مقلب قمامة المدينة !قال تومي : أنا لا أريد ذلك ، لكنك لو طرت مع الريح ، فسترتفع عاليًا في الهواء وترى أشياء لم ترها أية ورقة من قبل ، قالت ورقة الأسفندان : اتبعني إلى مقلب قمامة المدينة ، فمعظم أصدقائي هناك .شالت الريح تومي وورقة الاسفندان بعيدًا ، وفكر تومي فيما يختار ، فوجد أنه يريد أن يستمر في اللعب ، لذلك أجاب : موافق ، سأذهب معكما إلى مقلب القمامة ، تبدلت الريح وصار تومي وورقة الاسفندان في طريقهما إلى مقلب المدينة ، أما الورقة العجوز فلم تتبعهما ، لقد طارت أبعد لتنزل وسط المجمع السكني ، ثم فجأة طارت عاليا في الهواء وصاحت : المناظر هنا أعلى ، إنها تستحق المشاهدة ، اقتربا وشاهدا .لكن تومي وورقة الأسفندان تجاهلا ندائها : فصاحت من جديد أرى مقلب القمامة ، ثم صرخت عاليا إنني أرى نارا ، قال تومي أنني أرى مقلب القمامة ، وكان تومي سعيدا لأنه سيمرح مع أصدقائه ، لكن سيارة توقفت فجأة أمامهم ، إنها والدة تومي السيدة بنتون ، التي لم تقبل أن يذهب صغيرها تومي لمقلب القمامة ، فصاحت فيهم لا ينبغي أن تذهب إلى مقلب القمامة ألا ترى النار عند القمامة؟كان تومي يراقب ورقة الأسفندان وهي تصدم بالحائط ، ثم دخل إلى المقعد الخلفي لسيارة والدته ، وأخذ ينظر من الشباك ويراقب الطريق وهو يفكر ، ترى أين ذهبت ؟ ربما سيراها في يوم من الأيام ويسألها عما رأت ، ربما .مترجم عن قصة : High and lifted up