قصة عين العقل

منذ #قصص اطفال

كان هناك ثلاثة دجاجات ، وكانت خائفات دائمًا حتى عندما كانت صغيرات فقد كانت تلعب كغيرها من الكتاكيت طوال النهار ، ولكن في الليل كانت الكتاكيت تخاف من الظلمة ، فترتعش وترتجف أجنحتها الصغيرة ، فيقول الكتكوت الأول : هناك صوت غريب أتسمعانه ؟ ، ويقول الكتكوت الثاني : نعم أتسمعان الصوت الغريب ؟فيرد عليهم الثالث قائلًا : هيا نخاف ، وتردد الكتاكيت نعم نعم هيا نخاف ، إنه عين العقل ، مرت الشهور ، شهر تلو الأخر ، فكبرت الكتاكيت وأصبحت ثلاث دجاجات كبيرة خائفة من كل شيء ، وكل يوم بالليل تقول دجاجة منها : هناك صوت غريب أتسمعانه؟وتقول الدجاجة الثانية : نعم أتسمعان الصوت الغريب ؟
وتقول الثالثة : هيا نخاف ، فتردد الدجاجات الثلاث : نعم نعم . هيا نخاف . إنه عين العقل ، وتنادي الدجاجات الثلاث على أمها العجوز ، وتصرخ ، فتقول لها الأم العجوز بحزن : أنتن الآن كبيرات ، ويجب أن تعرفن أن الليل مثل النهار له جماله ورونقه ، فالقمر يضيء الظلام ، والنجوم تلمع صافيه ، ولا داعي للخوف من أي شيء.وفي يوم من الأيام ، أرسل ملك مملكة الديوك والدجاج ، مناديًا يلف المدينة لينادي قائلًا : على كل أهل مملكة الديوك والدجاج ، الذهاب في الحال للقاء الملك فهناك أمر هام ، وعلى الجميع الحضور ، دون أن يتخلف أحد .وذهبت كل الديوك والدجاج للقاء الملك ، وانتظرت سماع أوامره ، فقال الملك : سنذهب إلى مملكة الأرانب ، ونؤدبها لأنها جاءت وأكلت طعامنا ، وعلى كل الديوك والدجاج الاستعداد ، لا ومن سيتخلف ويهرب ، سيعاقب.وقفت الديوك والدجاج  في صف استعدادًا للقتال وهي تسنن مناقيرها. ولكن الدجاجات الثلاث ارتجفت من الخوف واحتارت في أمرها : ماذا ستفعل ؟ فقالت إحداها : أنا خائفة ، وقالت الثانية : وأنا كذلك. ولكن ماذا نفعل الآن ؟ إذا هربنا سيعاقبنا الملك ، فقالت الثالثة : نسير في الصف والأمر لله.مشت صفوف الديوك والدجاج في طريقها إلى مملكة الأرانب ، مشى الكل في شجاعة وثبات ، ما عدا بالطبع الدجاجات الثلاث التي كانت تسير وسط الصف الأخير ، وفي منتصف الطريق ، قالت إحداها بصوت خافت : أنا خائفة وقالت الثانية : أه لو عضني أرنب في منقاري ، وأصبحت بلا منقاركيف سأكل وأشرب وأنا بغير منقار ؟ وقالت الثالثة : هيا نخاف . فرددت الدجاجات الثلاث : نعم .نعم . هيا نخاف. انه عين العقل . سارت الدجاجات الثلاث وهي ترتجف منتفضة من الخوف ، ثم قالت إحداها : إني خائفة ما العمل ؟ وقالت الثانية : نهرب ، ولكن ….وقاطعتها الدجاجة الثالثة قائلة : سيجدنا الملك ويعاقبنا فما العمل ؟ وقالت الدجاجة الأولى : إنه أمر محزن . فقالت الثانية : هيا نحزن. فرددت الدجاجات الثلاث : نعم.نعم. هيا نحزن . إنه عين العقل .وعندما حل الظلام ، وصلت الديوك والدجاج إلى مزرعة صغيرة ، فأمر الملك بأن تستريح الديوك والدجاج حتى الصباح في المزرعة ، وهنا فكرت الثلاث دجاجات الخائفات أن يختبئوا في البرميل الكبير الموجود بالمزرعة ، وحينما يذهب جيش الملك للقتال ، يهربوا بعيدًا حتى لا يحاربوا.وفي الصباح حينما استيقظ الملك ونظر حوله وجد المزرعة مليئة بالخير الوفير ، فقال لنفسه : أمامنا القمح وفير في هذه المزرعة ، نبقى بها حتى نأكله . ونادى المنادي في الصفوف ، معلنا أمر الملك بالبقاء في تلك المزرعة ، والإقامة فيها.ولما سمعت الدجاجات الثلاث أمر الملك احتارت في أمرها ماذا ستفعل ، هل ستبقى في البرميل إلى الأبد ، وقالت الدجاجة الأولى : إذا خرجنا من البرميل سيعرف الملك أننا كنا ننوي الهرب ، وسيعاقبنا .وردت الثانية : وإذا لم نخرج سنموت من الجوع والعطش ، فردت الثالثة : يا ترى ماذا سيحدث لنا ، وماذا نفعل الآن ؟ ونظرت كل دجاجة إلى الأخرى في حيرة ، واستعادت كلام أمها ونصيحتها لهم بعدم الخوف ، ثم قررت الدجاجات الثلاث أن تخرج من البرميل ، وتذهب إلى الملك ، وتعتذر له ، وتعيش في المزرعة مع بقية الدجاج والديوك في محبة وسعادة بدون خوف.

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك