كان الخنفس الصغير يريد أن يتزوج ، وقد ادخر قيمة المهر وجاء الوقت ليقدم المهر إلى والد الخنفساء الجميلة التي اختارها لتكون زوجته وشريكة حياته ، كان الخنفس مشتاقًا للذهاب إلى عروسه ، فحمل نقوده ، وانطلق مسرعًا إلى حيث يسكن أهلها ، لكن لم ينتبه الخنفس إلى أن وراءه ضفدعًا كبيرًا يتبعه ، كان الضفدع يلعق شفتيه بلسانه الطويل ، وقد سال لعابه ، واشتهى أن يلتهم الخنفس .لم يلتفت الضفدع أثناء سيره ، وإلا لرأى الثعبان الرمادي يسعى ويزحف نحوه ويتسلل يريد أن يبتلعه ، ولو كان الثعبان قد اهتم بالنظر وراءه لرأى العصا الغليظة تخطو خلفه في حذر تود لو جاءتها الفرصة المناسبة لكي تضرب الثعبان فتقتله ، وكانت العصا مشغولة تحاول أن تلحق بالثعبان ، لذلك لم تلحظ أن صفًا طويلًا من النمل الأبيض الذي يأكل الخشب يسير خلفها بهمة ونشاط ، لا يفكر إلا في الهجوم عليها ليأكلها.ولم ينتبه النمل إلى تلك الدجاجة الجائعة التي تمشي خلفه ترغب أن تلتقطه بمنقارها ، أما الدجاجة فلم تشعر بالثعلب الذي يتبعها ، وهو مختبئ خلف الأشجار وقد ثبت عينيه اللامعتين على الدجاجة ليقفز عليها في اللحظة المناسبة ويلتهمها ، ولهذا غفل الثعلب عن المصيدة الموضوعة في طريقة تنتظر أن يمر فوقها الثعلب فتغلق بابها عليه ، ولم تلتفت المصيدة إلى النار التي تشتعل في الأعشاب خلفها ، وتتجه نحوها لتحرقها.وقد فات النار في أثناء تحركها أن تنتبه إلى المياه التي تجري وتشق طريقها نحو النار لتطفئها ، وهي تندفع دون أن تدري بأمر تلك البالوعة التي تبتلع كل المياه التي تمر بها ، فتمنعها من الوصول إلى النار المشتعلة في الأعشاب .وكان والد العروس قد أعد وليمة كبيرة في انتظار وصول الخنفس العريس ، لكن الضفدع قفز والتهم الخنفس قبل أن يجلس إلى المائدة ، وهاجم الثعبان الضفدع وابتلعه في الحال ، فجاءت العصا وانهالت على الثعبان ضربا وقتلته ، وتمكن النمل الأبيض من العصا ونخزها ولم يبق منها شيئًا.ونجحت الدجاجة في التقاط النمل الأبيض بمنقارها واحدة بعد الأخرى ، وقبض الثعلب بأنيابه الحادة على رقبة الدجاجة ، وجلس تحت الشجرة يأكلها ، لكنه أراد أن ينصرف ، وما كاد يخطو خطوتين حتى وقع في المصيدة وراح يستغيث حتى وصلت النار إلى المصيدة وأحرقتها ، واندفع الماء نحو النار فأطفأها ، لكنه لم يستطيع أن يتوقف فنزل في البالوعة ، ولم يبق إلا بعض الرماد والتراب ، حقا إذا كانت النية سيئة نحو الآخرين فلن تجد منهم إلا الشعور نفسه نحونا ، ولو نظر كل واحد من هؤلاء وراءه كما كان ينظر أمامه لنجا الجميع !