كان من عادة جحا أن يدعو الله في وقت الصلاة أن يعطيه مائة دينار ، وكان يختم صلاته بقوله : أما إذا نقصت دينارًا واحدًا فإنني لن أخذها ، وكان لجحا جار يهودي يسمع دعاء جحا ، فقرر أن يختبره فيما يقول فأحضر كيسا ووضع به 99 دينارًا ، ولما جاء وقت الصلاة ، وسمع جحا يردد دعاءه المعتاد ، قذف بالكيس من على السطح وفتحه وأخذ يعد ما فيه ، فلما وجده 99 دينارًا فقط قال : إن الذي أعطاني 99 دينارًا لن يبخل بدينار واحد ، وسوف يرسله لي ، ثم أسرع بالكيس يخفيه في جيبه.فأسرع اليهودي إلى جحا وقال له : هات نقودي ، فرد جحا : أية نقود ؟ فأجاب اليهودي النقود التي كانت بالكيس ، فقال جحا : أي كيس ، أخذ اليهودي يسرد الحكاية عليه ثم قال : وقد أردت مداعبتك ففعلت ما فعلت لأعرف صدق ما تدعيه في دعواك إلى الله ، فقال جحا : لقد طلبت من الله ولم أطلب منك ، قال اليهودي : ولكن هذه نقودي ، فكذبه جحا وقال بل هي من عند الله ، فقال اليهودي : إذا لم تعطني نقودي فتعال معي إلى القاضي.فقال جحا : إنني رجل عجوز والدنيا برد ، ولن أستطيع الخروج ، أسرع اليهودي إلى منزله ، وعاد ومعه بغلة وفروة من الصوف الجيد وقال لجحا : الآن بطلت دعوتك ، البس الفروة واركب البغلة وتعال معي ، قام جحا فلبس الفروة ، وركب البغلة واتجها معًا إلى القاضي ، فروى اليهودي قصته والتفت القاضي إلى جحا وسأله : ما رأيك فيما يقول ؟قال جحا : إنه كاذب أشر ، لم يعطني بيده درهمًا ولا دينارًا ، ولكنه رآني أعد نقودي فعرف عددها وادعى ما ادعى ! ، وأنا لا أبعد أن يدعي ملكية بغلتي التي بالخارج ، خشى اليهودي أن تلحق البغلة بالدنانير ، خاصة لأنه لا يملك دليلًا ، وليس عنده شهود فصاح : أتنكر أنها بغلتي التي أحضرتها لك لتركبها ؟ قال جحا : هل رأيت يا سيدي القاضي ؟ إن هذا اليهودي لن يتردد في إدعاء ملكية ما عندي ، حتى ملابسي التي أرتديها !صاح اليهودي جازعًا : هل تنكر أن هذه فروتي أيضًا ؟ عند ذلك تدخل القاضي موجها حديثه إلى اليهودي قائلًا : إنك رجل مجنون ادعيت ملكية الدنانير ثم البغلة ثم الملابس ، اخرج من هنا وإلا حكمت بحبسك !خرج اليهودي تعسًا مرتجفًا ، وأخذ يلعن نفسه ويسبها لأنه أراد أن يضحك من جحا ، فضحك منه جحا ، وركب جحا البغلة واليهودي يتحسر ، ثم عاد إلى منزله فخلع الفروة وأخرج الدنانير وقاد البغلة إلى بيت اليهودي ، ودق بابه فلما فتحه ألقى له بالفروة والدنانير والبغلة وقال له : إياك بعد اليوم أن تتدخل بين الخالق والمخلوق.من نوادر حجا