قصة اليمامة الذكية

منذ #قصص اطفال

كان هناك عائلة صغيرة من اليمام يعيشون في قرية هادئة وجميلة ، ومنذ زمن لم ينتقلوا إلى مكانًا غيرها ، وفي أحد الأيام ، شاهدت اليمامة شيئًا جديدًا عليها ، حيث شاهدت عربات ضخمه تحمل عتاد سريك جديد قادم إلى قريتهم ، والسيرك هذا سيقدم فيه اللاعبون وحيواناتهم عروضًا مسلية للكبار والصغار  .أخذت اليمامة تراقب العربات حتى توقفت ثم ذهبت لتقف على مقربة منهم لتستكشف المكان ، وقد أعجبتها عربة مطلية باللونين الأحمر والأخضر ، وكانت تجلس بجوارها سيدة كبيرة ، تتحدث مع الناس عن حاضرهم ومستقبلهم وتنصحهم ، ويناديها أهل السيرك باسم السيدة أمينة ،  كما شاهدت اليمامة فوق سقف العربة الملونة قفصًا لأسد صغير من الخشب ، فحدثت نفسها قائلة : بجوار هذا الأسد الصغير ، يمكن أن نبني عشنا  أنا وزوجي ونعيش فيه فترة لنستمتع بجو هذا السيرك الجميل .ذهبت اليمامة إلى عشها لتحدث زوجها عما رأت وتقول له أنها تريد أن ترى الدنيا وأنهم لم يتركوا  هذه القرية الصغيرة طوال عمرهم ولم يشاهدوا إلا بيوتها ومزارعها ، أعجب الزوج بفكرة زوجته وبالفعل قامت اليمامة وزوجها بجمع عيدان القمح وأوراق الشجر الجافة من هنا وهناك ، وأقاموا عشهما الجديد بجوار قفص الأسد الصغير ، وكانوا يحاولون ألا تلحظهما السيدة أمينة أو غيرها .نجح عرض السيرك وبقي في القرية عدة أسابيع وفي هذه المدة باضت اليمامة وفقس بيضها وخرجت منه يمامتان صغيرتان وعندما انتقل السيرك إلى قرية أخرى ، أصبح في استطاعه عائلة اليمام التنقل مع عربات السيرك ومشاهدة كثير من المدن والقرى الأخرى ، وبذلك أصبحت عائلة اليمام تتنقل مع السيرك من بلدًا إلى أخر  وتمكنوا من مشاهدة كثير من المدن والقرى .كانت العائلة سعيدة جدًا بالتنقل والسفر ، وكانوا يطربون أصحاب السيرك بهديلهم ، حيث كانت السيدة أمينة تفتح نافذة العربة كل صباح لتستمتع بصوت هديل اليمام  ، وتخرج من العربة وتنثر لهم بعض الحبوب وفتات الخبز ليتناولونها ، وكانت تحب أن تتأمل اليمام الكبير وهو يطعم الصغيران بمنقاره .وفي يوم من الأيام اقتربت بعض العصافير من اليمامة الأم وقالت لها كيف تمكنني من أن تختارين مثل هذا المكان الممتاز وتبني فيه هذا العش الجميل ، كانت اليمامة الأم تفرح بهذا الكلام كثيرًا وتشعر بالفخر .ولكن سعادتها كانت أكبر ليس لما تسمعه من الطيور الأخرى فقط ، ولكن لأنها استطاعت أن تفكر ذلك التفكير ، وأن تنجح في اختيار هذا المكان الرائع الذي تمكنت من خلاله أن تري العالم الواسع الجميل وتؤمن على  أولادها فيه ، وهكذا معظم أمهاتنا أيضًا يفكرون مثل تلك اليمامة الذكية .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك