تدور أحداث القصة عن زيارة أحد الأصدقاء لزميله ، في مركز البحوث الحيوية ، فصادفت الزيارة وجود صديقه داخل أحد المعامل ، في مركز البحوث ، حيث استطاع من خلال زيارته أن يُري صديقه ، نقطة ماء تحت الميكروسكوب المكبر ، فأثار ما رآه دهشته وتعجبه بل وزاد من حيرته ، هل كل ما يراه حقيقة أم خيال !!بداية القصة :
فجئتني عشوات القطع الخزفية مدهشة الأشكال ، يمتلئ بها هذا المكان الصغير ، بل الصغير جداً ، بعضها يشبه محارات الحلزونات ، وبعضها يشبه المزهريات والزجاجات ، ومنها ما يشبه سفن فضاء ذات شوكات ، ويغلب عليها اللون الأبيض اللؤلؤي ، وكان ذلك كله في نقطة ماء .نقطة ماء :
نقطة ماء من بركة بحرية ، فكأنني أرى متحف كامل من فن الخزف ، في نقطة ماء ، كان ذلك عندما ذهبت لصديق عالم في وحدة الميكروسكوب الالكتروني ، بمركز الأبحاث الحيوية ، ووجدته منشغلاً بدراسة الكائنات وحيدة الخلية ، في مياه البرك و المستنقعات ، وضع نقطة ماء من إحدى العينات المجلوبة ، من إحدى البرك البحرية ، تحت عدسة الميكروسكوب التي تبلغ قوة تكبيره ، أكثر من ألفي ضعف .وطلب مني أن أنظر فرأيت المتحف العجيب ، وقلت له : إن ذلك يشبه متحفاً لفن الخزف ، فأكد لي أن ما رآه هو خزف بالفعل ، ولما رأى ملامح الدهشة واضحة على وجهي ، أخذ يشرح لي سر ما رأيته .متحف خزف :
هذا نوع من الكائنات وحيدة الخلية ، والتي تسمى الأوليات ، وهو نوع خاص يعيش في مياه البحر منذ ملايين السنين ، وهي تحمي نفسها ، تقوم هذه الأوليات بإفراز أصداف حول نفسها ، من مادة السيليكا التي تتكون منها الزجاج إضافة إلى الكلس ، فتكتسب صدفاتها الدقيقة هذا اللون الأبيض اللؤلؤي .وبعضها شفاف تماماً ، لأنه يتكون من السليكا وحدها ، وحتى تستطيع هذه الكائنات مواصلة الحياة ، في داخل أصدافها ، تمد من جسمها الدقيق المكون من خلية واحده ، خيوطاً حساسة ، تعبر ثقوب الصدفات ، وتمسك بجزيئات الغذاء السابح من حولها ، ثم تعود منسحبة ، فتدخل هذه الجزيئات المغذية جسم الكائن ، وحيد الخلية ، فيستمر في الحياة دون أن يغادر صدفتها ، ودون أن يتعرض للخطر .دهشة وتعجب :
عبرت عن دهشتي لهذا المتحف الفني العجيب ، من الخزف الجميل في نقطة ماء ، وزاد من عجبي أن أكتشف الحياة تنبض ، داخل قطعة فنية بيضاء شفافة .