كان هناك في أعماق البحر حورية جميلة ، وكانت هذه الحورية قد حصلت على كنز كبير حينما صعدت إلى عالم البشر ، وقامت بإخفائه في خليج من الخلجان المرجانية ، وكان هذا الكنز يحتوي على الكثير والكثير من المجوهرات الثمينة ، وكانت حوريتنا الجميلة تذهب كل ليلة إلى مكان الكنز وتطمأن على وجوده في أمان .وقد كان لديها صديق من طيور النورس ، كان حينما يجد أشياء ثمينة يأخذها ويعطيها إليها ومن ثم تقوم هي بوضعها مع الكنز المخبأ ، ولكن في يوم من الأيام قد جاءها صديقها النورس وهو فخورًا بنفسه حيث جاء إليها هذه المرة بعشبة خضراء اللون ويقال عنها أنها تجلب الحظ وشديدة الروعة والجمال .ثم أخبرت صديقها أنها فعلًا قد سمعت من البشر أن هذه العشبة الخضراء تجلب الحظ ، فقال لها النورس أن تأخذها لتريها لأصدقائها وبالفعل ذهبت الحورية الجميلة إلى أصدقائها السمكة والسرطان ولكنها وجدت صديقها السرطان يقول لها وهو فرحان : أنظري ماذا وجدت ، أنه قدح الكريستال الضائع ، كان مختفي في وسط الرمال ، فرحت الحورية وقالت واضح أن مفعول العشبة قد بدأ .وسألتها السمكة عما تقصده من وراء كلامها هذا ، فأوضحت لها الحورية الجميلة ما تقصده وشرحت لها حكاية هذه العشبة ، ولكن السرطان سخر منها ومن تفكيرها وقال لها كيف تؤمنين بتلك الخرافات السخيفة ؟.غضبت الحورية وقالت له ألست تؤمن بها ؟ ، فرد عليها السرطان وقال لها لا أنا لا أؤمن بها بالطبع ، فأزادات الحورية غطبًا وقالت لصديقها فكيف لك أن تفسر وجود هذا الكأس بعدما ضاع كيف تفسر وجود كأس الكريستال هذا بعد ضياعه ؟ فقال لها أنها صدفة وفقط .لم يعجبها كلام صديقها السرطان وكانت تشعر بأن العشبة هذه هي فعلًا مصدر حظها ، وقامت الحورية الجميلة بالاحتفاظ بتلك العشبة في كتاب حتى تستطيع أن تحافظ عليها أطول فترة ممكنة ، وكانت تشعر بأن العشبة لها فضل وخير عليها حيث أنها وجدت أشياء كثيرة كانت ضائعة منها مثل العقد اللولي التي أهدته لها أمها ، ووجدت مجوهرات ثمينة في داخل سفينة غارقة منذ قديم الزمان ، وأشياء أخرى كثيرة حتى أن صديقها السرطان في كل مرة كان يقول لها أن كل هذا مجرد صدفة .وبعد فترة طويلة ، عرفت ساحرة البحر الشريرة بموضوع العشبة الجالبة للحظ ، وقررت أن تحصل على تلك العشبة وتسرقها من الحورية ، واستغلت خروج الحوريية في نزهه مع أصدقائها وقامت الساحرة بالدخول لغرفتها ومحاولة سرقة العشبة ولكنها لم تستطيع العثور عليها ، ومن شدة غضبها أخذت تمزق في جميع الكتب حتى أنها مزقت الكتاب الذي خبأت فيه العشبة ، وعندما عادت الحورية الجميلة لم تجد كتابها ولم تجد كنزها وأخذت تبكي كثيرًا .وكلما مر الوقت كانت الحورية تفقد حظها حتى أن كنزها قد ضاع وتكسرت كؤوسها الكريستالية الجميلة ، حزن عليها أصدقائها كثيرًا وحاولوا إخراجها مما هي فيه ، ففكر صديقها السرطان أن يحضر لها عشبة تشبهه القديمة التي كانت تعتقد أنها تجلب الحظ وقال لها أنها تماثل القديمة تمامًا .وفرحت الحورية الجميلة وشكرت صديقها على إهدائه لها تلك العشبة وبعد لحظات قليلة شعرت بأن الحظ قد عاد مرة أخرى ووجدت العديد من أشيائها الضائعة ، وبعد مرور أيام من الحظ السعيد ، قرر السرطان أن يخبر الحورية الجميلة بحقيقة العشبة .وأعتذر لها عن فعلته وأوضح لها أن نيتة من ذلك كانت ان يبعد عنها الحزن والأن أخبرها بالحقيقه حتى تعرف أن كل ما كان يدور بفكرها ماهو إلا خرافات والدليل أن الحظ حالفها بالرغم من زيف العشبة التي معها .