جزاء الإحسان تدور أحداث القصة عن عمل الخير ، وما يتبعه من مقابل عظيم جزاءً لذلك العمل ، فتتحدث القصة عن شاب خلوق ، قام بشراء طائرين وقرر اطلاق صراحهما ، ليستمتعوا بحرية الحركة في بيئتهما الاجتماعية ، ولأن الطائرين مخلصين وممتنين إلى ما فعله هذا الشاب من خير معهما ، قررا أن يدللاه على مكان فيه خير كثير له ، كما سيلي في القصة ..بداية القصة :
كان أحد الشبان يخدم رجلاً من الناس ، ثم فكر الشاب في ترك عمله ، فأعطاه الرجل أجرته وهي جنيهان ، فأراد الشاب أن يتصدق بأحدهما ويبقي الآخر معه .السوق :
وفي اليوم التالي قام الشاب بالذهاب إلى السوق ، ووجد مع أحد الصيادين طائرين من نوع الهدهد ، فساومه فيهما ، فرفض الصياد أن يبيعهما إلا بجنيهين !!.. فحاول الشاب أن يسمح له الصياد ببيعهما له بجنيه واحد ، فامتنع الصياد .الشراء:
ثم قال الشاب لنفسه : يمكنني أن أشتري أحد الطائرين بجنيه ، وأترك الآخر ، ثم فكّر وقال : لعلهما يكونان زوجين ، ذكراً وأنثى ، فأفرق بينهما ، فأدركه لهما رحمة ، فتوكل على الله واشتراهما بجنيهين ، وأشفق أن يرسلهما في أرض مزدحمة بكثير من الناس ، وأن يصابا ولا يستطيعا أن يطيرا ، مما لقياه من الجوع والهزال والضعف .الرحمة :
ففكر قليلًا ثم أخذهما معه ، وذهب بهما إلى مكان كثير المرعى والأشجار ، بعيد عن الناس والعمران ، فأرسلهما وأطلق سراحهما ، فطارا ووقعا على شجرة مثمرة ، فلما صارا في أعلاها ، شكرا له ما قام به نحوهما ، وسمع أحدهما يقول للآخر : لقد خلصنا هذا الشاب الرحيم الشفيق من الورطة التي كنا فيها ، وأنقذنا ونجانا من الهلاك والموت ، ويجب علينا أن نكافئه بفعله الجميل هذا ، ونصنع له نحن أيضاً معروفاً .الشجرة والكنز :
وإن في جذر هذه الشجرة قدر مملئة جنيهات ذهبية ، ويجب أن ندله عليها حتى يأخذها ، فقال الشاب لزوج الهدهد : كيف تدلان إياي على كنز مدفون تحت الشجرة ؟! لم تره العيون وأنتما لم تريا شبكة الصياد الذي اصطادكما ؟حكاية الطير :
فقالا : إن القضاء إذا نزل ، صرف العيون عن موضع الشيء ، وعند القدر يعمى البصر ، وقد غطا القدر أعيننا عن الشبكة فلم نرها ، ولم يغطها عن هذا الكنز فعرفناه ورأيناه ..العثور على الكنز :
سمع الشاب كلامهما ، ثم أخذ الشاب يحفر تحت الشجرة ، حتى وجد إناءً من الخزف ، أخذه وفتحه فرآه مملئا ذهباً ، فشكر الطائرين شكراً جزيلاً ، ودعا لهما بالخير والعافية ، وودعهما مؤمناً بالله إيماناً كاملاً ، راضياً بقضاء الله وحكمته ، متأكداً من عدله .