هو اليوم الثالث الذي لم يحظى الذئب فيه بطعم اللحم ، فراح يجري لعله يجد بعض الطعام الذي يسد جوعه وقاده الطريق إلى حدود القرية القريبة من الغابة التي يعيش فيها ، وهناك وأمام دار من دورها وجد كلبًا سمينًا ، تبدو على الكلب ملامح السعادة والهناء وكان يجلس أمام الباب لكي يحرس أصحابه ويحرس أرزاقهم .ثم فكر الذئب الجائع بالانقضاض على الذئب السمين ، ولكنه فكر في حجم الكلب ومنعه خوفه من الناس أن يفعل ذلك ، ولكنه لجأ إلى حيله ، اقترب من الكلب ثم قال له وهو يبتسم صباح الخير أنت كلب جميل وصغير ما أروعك ، ثم أجابه الكلب بكل فخر شكرًا لك ، ثم قال يمكنك أنت أن تكون مثلي سمينًا ، بدلًا من أن تكون أنت هكذا هزيل وضعيف .ثم قال له الذئب بكل لهفة ، وكيف لي أن أكون كما تقول وما الذي يجب علي أن أفعله ، فقال له الكلب شيء بسيط جدًا ، ما عليك إلا أن تمنع اللصوص وتطارد الدخلاء والمستولين وأن تطيع سيدك وتتبعه وأن تأتمر بأمره ، وبالتالي سيكون لك كل ما تريد من فضلات اللحم والطعام وبعض المرح .ثم أطرق الذئب قليلًا وراح يتخيل كم السعادة التي سوف يكون فيها ، ولكنه شاهد فجأة عنق الكلب خاليًا من الشعر ، ثم سأله ما هذا يا صديقي الكلب ، فقال له الكلب لا أهمية لهذا أبدًا فأعاد الذئب السؤال ويقول كيف هذا وعنقك يبدو خاليًا من الشعر ، فقال الكلب إنه من تأثير الطوق الذي يضعه صاحبي أحيانًا ، فهو يقيدني في بعض الأوقات فهذا يسبب الذي ترى ، وهذا يعني أنك لا تستطيع أن تجري إلى حيث تشاء ، فقال الكلب حسنًا ليس دائمًا ولكن لا يهم ، هل لذلك أهمية أيها الذئب .فقال الذئب وهو يهم بالعودة إنه مهمًا جدًا أيها الكلب ، فأنا لن استبدل حريتي بشيء من فضلات الطعام فحريتي مع الجوع أفضل من القيد مع الشبع .من قصص كليلة ودمنة .