عاش في مكان ما في زمان ما كلب جميل ، لا يعرف من أين أتى ، ولم يسمع أحد باسمه ، وكان هذا الكلب لا يقدر على النباح ، وليس له صوت حتى !الكلب والديك الصيّاح :
في ذات يوم وصل إحدى القرى ، فالتقى بديك صياح ، رآه الديك حزينا ، فسأله متعاطفًا ، لماذا أنت حزين أيها الكلب اللطيف ؟ أجاب الكلب : أنا عندي مشكلة بسيطة ، وهي أني لا أستطيع النباح ، أجابه الديك قائلا : حسنًا ، لماذا لا تتعلم صياحي ؟ أنه أمر سهل جدًا اسمع ، وقام الديك بالصياح ثلاث مرات ، ثم قال للكلب : هيا رددها ورائي ، وحاول الكلب أن يصيح كثيرًا ، لكنه لم يستطع تقليد الديك .الكلب والثعلب في الغابة :
فذهب الكلب إلى الغابة وحيدًا ، وتمرن وحيدًا ، حتى أتقن صيحة الديك ، وراح يصيح في أرجاء الغابة ، وفي الغابة سمع ذلك الصوت ، ثعلب ماكر ، فقال في نفسه : أنه الديك السمين الصيّاح ، لعله تاه في الغابة ، وهذه فرصتي حتى أتمتع بوجبة دسمة ، وبوثبة عالية وقوية قفز على مصدر الصوت ، وإذا به يجد الكلب عوضًا عن الديك !سخرية الثعلب وكآبة الكلب :
فقال الثعلب للكلب : لقد أفزعتني أيها الكلب ، أتقلد صياح الديك حتى تمسك بي ، وتسلمني لذلك المزارع ، أجابه الكلب : لا فأنا لا أستطيع النباح ، فتعلمت صياح الديك ، فضحك الثعلب الماكر كثيرًا وقفز مختبئًا بين الشجيرات ، وهذا ما زاد من كآبة صديقنا الكلب ، الذي فقد صوته .الكلب وطائر الكركي :
شاهده طائر كركي طويل الساقين ، يراقبه عن بعد ، ثم قال له : هاي أيها الكلب ، أنت حزين جدًا ، ما بك ؟ أجابها الكلب : أنا لا أستطيع النباح ، قال له الطائر : حسنًا تعلم صوتي إذا ، فهو أقل خطرًا عليك من صياح الديك ، وراح طائر الكركي يعلم الكلب صوته ، هيا قلدني : كر كر كي كي ، فردد الكلب وراؤه ، حتى تعلم صوت الكركي ، فقال له الكركي : أحسنت ها قد أصبحت صاحب صوت جميل يشبه صوت الكركي ، فشكر الكلب الطائر وقال له : سوف أنطلق الآن بصوتي الجديد .الكلب والصياد الشرس :
طار الكركي فوق الغابة بعيدًا ، وراح الكلب يقلد صوته بسعادة ، وأثناء ذلك كان هناك صياد شرس للغاية ، يطلق النار على أي شيء يتحرك ، وسمع الصياد صوت الكركي ، فأطلق النار مباشرة على مصدر الصوت ، ولحسن الحظ مرت الرصاصة من فوق رأس الكلب ، الذي سمع صوتها ، خاف الكلب وارتعب ، وهرب بعيدًا .الكلب اللطيف والقرد الشقي والسيرك :
طارد الصياد الفريسة ، فلم يجد شيئًا ، ركض الكلب وهرب ، وركض وركض وركض ، حتى التقى بالقرد الشقي على طرف الغابة وخاطبه ، قال له القرد : لماذا تركض مزعورًا أيها الكلب ؟ فأجابه الكلب : آه ، انني كلب لا أستطيع النباح ، ولا أدري أين أذهب ؟ قال القرد : الأمر بسيط ، تذهب معي غدًا إلى السيرك ، تقفز على الكرات والحبال ، وتنتشر أخبارك في الجرائد ، وتصبح مشهورًا جدًا من دون صوتك ، وتصبح ثريًا وتتزوج من بنت ملك الكلاب .