قصة الثعلب المكار والمعزة معزوزة

---

الإخلاص والتعاون قيم أخلاقية ، لابد أن نتحلى جميعًا بها ، فنحن نعيش سويًا على أرض واحدة ، ويجب علينا أن نتعايش في سلام وحب ، وأن نجسد قيم التعاون والإخلاص في مساعدتنا للآخرين ، وألا نوقعهم في مشاكل ، وهذا لا يعني ألا نأخذ حذرنا أثناء مساعدتنا للآخرين ، فليس الجميع يحملون نفس القيم والأخلاق ، حتى لا نجد أنفسنا في مأزق كبير ، أو مشاكل كبيرة كما حدث مع المعزة معزوزة .في أحد الأيام ، كان الثعلب المكار يتجول داخل الغابة الجميلة ، بحثًا عن بعض المياه العذبة ، حيث كان الطقس شديد الحرارة في هذا اليوم ، مما جعله يشعر بالعطش سريعًا ، فظل يتجول هنا وهناك حتى عثر على بئر للمياه العذبة ، في وسط الغابة .أخذ الثعلب المكار  في القفز ، عاليًا بالهواء عدة مرات من فرط سعادته ، ولم ينتبه إلى نفسه ، حتى وجد نفسه في إحدى القفزات العالية ، وقد سقط داخل البئر فجأة ، دون أن يدري من شدة سعادته.بدأ الثعلب المكار يشرب من مياه البئر ، حتى امتلأت معدته وهدأ عطشه الجم ، ولكنه الآن في مأزق كبير ، فقد حاول أن يخرج من البئر ، عدة مرات ولكنه كان يفشل في كل محاولة ، نظرًا لارتفاع سور البئر ، ولكن الثعلب ظل يحاول مرات كثيرة ، إلى أن أيقن أنه بحاجة شديدة للمساعدة ، فجلس ينتظر مرور أي من أصدقائه حيوانات الغابة .انتظر الثعلب قليلاً ، ولكنه أدرك أنه لن يشعر به أحد ، فبدأ يصرخ كثيرًا حتى سمعت صوته ، المعزة معزوزة الصغيرة ، والتي كانت تتجول بالغابة أيضًا بحثًا عن بئر المياه العذبة ، لتشرب منه وتروي ظمئها في هذا اليوم الحار ، هنا سمعت معزوزة صوت الثعلب ، فاتجهت صوب صوت الاستغاثة ، ونظرت إلى داخل البئر لتجد الثعلب المكار ، فسألته إن كان البئر به مياه ، وأخبرته أنها شديدة العطش ففكر الثعلب قليلاً ، ثم أجابها بمكره المعتاد ، نعم يا معزوزة ، البئر به الكثير من المياه العذبة المنعشة ، والتي ستوري ظمأك ، ولكن يجب عليك أن تقفزي إلى داخل البئر ، حتى تصلين إلى المياه العذبة الباردة ، وتستطيعن الشرب منها .تهلل وجه معزوزة الصغيرة فرحًا ، وقالت للثعلب المكار حسنًا سوف أقفز ، وقفزت معزوزة إلى داخل البئر بالفعل ، ولكن ما أن قفزت إلى الداخل ، حتى استغل الثعلب المكار الفرصة ، وقفز على ظهرها ليصعد إلى خارج البئر .روت معزوزة عطشها وحاولت أن تخرج من البئر ولكنها لم تستطيع ، فاستغاثت بالثعلب المكار وطلبت منه مساعدتها ، كما سبق وأن ساعدته من قبل ، فضحك ساخرًا وقال لها أنه لن يقدم لها المساعدة ، وأنه لا يمتلك الوقت حتى يساعدها ، ثم تركها وذهب بعيدًا دون مساعدتها .