قال تعالى في كتابه الكريم : (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
.. صدق الله العظيم .. وأسرى من الإسراء وهو السير ليلًا، وكانت هذه رحلة الإسراء العجيبة .رحلة المعراج :
ثم بدأت رحلة أخرى ، أعجب وأروع ، هي رحلة المعراج ، للصعود من الأرض ، إلى السماوات العلى ، والتقى فيها بعدد من الرسل والأنبياء ، ففي السماء الأولى التقى بسيدنا آدم عليه السلام ، وفي السماء الثانية التقى بسيدنا عيسى عليه السلام ، وفي السماء الثالثة التقى بسيدنا يوسف عليه السلام ، وفي السماء الرابعة التقى بسيدنا إدريس عليه السلام .وفي السماء الخامسة التقى بسيدنا هارون عليه السلام ، وفي السماء السادسة التقى بسيدنا موسى عليه السلام ، وفي السماء السابعة التقى بسيدنا إبراهيم عليه السلام ، وكان مسندا ظهره إلى البيت المعمور ، الذي يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ، لا يعودون إليه مرة أخرى ، وإنما يأتي غيرهم ، سبحان الخلاق العظيم ! .سدرة المنتهى :
ثم رفع سيدنا محمد صلّ الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى التي عندها علم الملائكة ، ولم يجاوزها أحد إلا رسول الله محمد صلّ الله عليه وسلم ، وعند سدرة المنتهى في هذا المكان الجليل ، الذي تغشاه الفيوضات الربانية ، والأنوار القدسية التي لا تدركها العقول ، ولا تحيط بوصفها الكلمات ، عند سدرة المنتهى توجد جنة المأوى ، التي تأوى إليها أرواح المؤمنين الذين رضيّ الله عنهم ورضوا عنه ، وفيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، و لا خطر على قلب بشر .القوة الرهيبة لسيدنا جبريل عليه السلام :
عند سدرة المنتهى ، شاهد رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، أمين الوحي جبريل عليه السلام في صورته التي خلقه الله عليها ، وهي صورة مهيبة هائلة ، لأن سيدنا جبريل عليه السلام ملك شديد البأس ، منحه الله قوة شديدة رهيبة نفذ بها أوامر الله سبحانه وتعالى ، وقد بلغ من قوته أن الله أرسله إلى قرى قوم لوط عليه السلام ، عندما استخفوا العذاب ، فاقتلع قراهم وبيوتهم ، ثم رفعها إلى السماء ، وقلبها فجعل أعلاها أسفلها ، وألقاها على الأرض .أنهار ظاهرة وأنهار باطنة :
وعند سدرة المنتهى رأى رسول الله صلّ الله عليه وسلم أربعة أنهار ، يخرج من أصلها نهران ظاهران ونهران باطنان ، فقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم : يا جبريل ما هذه الأنهار ؟ قال سيدنا جبريل عليه السلام : أما النهران الباطنان فنهران في الجنة ، وأما النهران الظاهران فالنيل والفرات .. وقد قال بعض العلماء أن النهران الباطنان هما السلسبيل والكوثر .انتشار الإسلام :
وقد عرف الرسول صلّ الله عليه وسلم مما رآه أن رسالته ستنتشر في أقوى دولتين في العالم في ذلك الوقت ، دولة الفرس حتى نهر الفرات ، ودولة الروم حتى نهر النيل ، وقد تحقق هذا بعد ذلك في عهد الخلفاء الراشدين رضيّ الله عنهم .