عبادة الصوم في ديننا الحنيف ، تعني امتناع الصائم عن تناول ، كافة أنواع الطعام والشراب ، أي عدم إدخال المسلم الصائم ، لشيء من سائر الأطعمة إلى جوفه ، وذلك من وقت بزوغ الفجر ، وحتى آذان المغرب مع استحضار نية المسلم ، أنه سوف يصوم إيمانًا واحتسابًا ، لوجه الله الكريم .وعبادة الصوم ، تمثّل الركن الرابع من أركان الإسلام ، فهي من أساس الدين وقد أوصانا بها ، المولى عز وجل والرسول الكريم صلّ الله عليه وسلم ، فهو فريضة بأمر الله على كل مسلم ومسلمة ، عدا البعض من المرضى والمرأة الحائض ، فقد منحنا الدين الإسلامي اليسير ، بفضل الله بعض الرخص للإفطار ، عدا الإفطار عمدًا دون سبب .وقد حُرم الصوم في عيدي الفطر ، والأضحى المباركين ، وقد قال الله تعالى (فكلي واشربي وقرّي عينًا فإمّا ترين من البشر أحدًا فقولي إنّي نذرت للرّحمن صومًا فلن أكلّم اليوم إنسيًّا). صدق الله العظيم.وقال رسول الله صلّ الله عليه وسلّم ؛
بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدًًا رسول الله ، وإقام الصّلاة وإيتاء الزّكاة ، وصوم رمضان وحج البيت ، لمن استطاع إليه سبيلاً) وهذا يعني أن الصوم ، واجب وفرض على كل مسلم ومسلمة ، وهذا هو ما أدركته خديجة الصغيرة .الحكاية :
استيقظت خديجة الصغيرة ، ذات الأعوام الخمس من نومها ، في ثاني أيام شهر رمضان المبارك ، وقد انتوت الصوم ، قبيل الفجر فهي كانت تعلم ، بأن الصيام لا يصح دون النية .قابلتها والدتها بابتسامة مشرقة ، وقدمت لها الإفطار كما اعتادت ، فرفضت خديجة أن تتناوله ، فسألتها أمها عن السبب ، وأخبرتها أنها مازالت صغيرة جدًا ، ولها رخصة الإفطار ، فأجابتها الصغيرة أنها قد انتوت الصيام ، بعدما رأت صديقتها وجارتها رشا ، قد صامت باليوم السابق ، وكذلك أحمد ابن عمها .ضحكت الأم من حديث طفلتها ، ثم وضعت طبق الطعام بالقرب منها ، حتى إذا جاعت أكلت ، فقالت لها خديجة جيد أن فعلتي هذا ، فإذا نسيت أنني صائمة وأكلت وشربت ، فسوف أستكمل يومي ، دون أن يكون عليا قضاء اليوم .ذهبت خديجة إلى غرفتها ، وظلت تدعُ الله أن تنس كما نسيت رشا ، فلعلها تأكل وتشرب ، ثم تكمل يومها صائمة وتحصل على الثواب .لم تنس خديجة أنها صائمة طيلة اليوم ، حتى انطلق المؤذن لصلاة العصر ، الله أكبر .. الله أكبر ، فنهضت الصغيرة وتوضأت استعدادًا للصلاة ، وما أن سجدت حتى أخذت تدع الله ، وتقول يارب اجعلني أنس أنني صائمة ، كما نسيت رشا بالأمس ، وكما نسي الصحابي الذي أخبر الرسول ، صلّ الله عليه وسلم ، بأنه أكل وهو صائم ناسيًا ، وقال له الرسول إنما أطعمك الله وسقاك .انتهت خديجة من صلاتها ، ثم ذهبت إلى غرفتها تنظر من النافذة ، وهي تردد لماذا لا أنس مثلهم ، ثم غلبها النوم فنامت قليلاً ، ولكنها ما لبثت أن وجدت والدتها ، توقظها وهي تخبرها أن أذان المغرب قد انطلق ، فاستيقظت خديجة فرحة ، وقالت لها أنا صمت يومي كاملاً ، الحمد لله فضحكت أمها ، ثم احتضنتها وقالت لها ، تقبل الله منك يا خديجة ، فقالت الصغيرة وهي فرحة جدًا ، لقد صمت يومي الأول في رمضان ، وسوف أصوم الشهر كاملاً بإذن الله .