ذات مرة كان هناك سيف ثمين وكان هذا السيف ملكًا لملك عظيم ، وقد كان هذا الملك يمضي كل وقته في قصره مستمتعًا بعروضه وحفلاته ، وفي أحد الأيام اندلع خلاف كبير بين هذا الملك وملك بلد مجاور وانتهى الأمر بإعلان الحرب بينهما .كان السيف متحمسًا جدًا لاحتمالية مشاركته في أول معركة حقيقية ، لأنه سوف يُظهر للجميع كيف أنه حقًا شجاعًا ومميزًا ، وسيصبح مشهورًا في جميع أنحاء المملكة ، وفي الطريق إلى الخط الأمامي بالمعركة ، تصور السيف نفسه الفائز في العديد من المعارك ، ومع ذلك عندما وصل كانت المعركة الأولى قد تمت بالفعل .وذهب السيف لرؤية نتائج الحرب ولكن ما رأه لم يكن يتوافق مع مخيلته ، فلا أثر لفرسان أنيقة بوجه مشرق تعبر عن انتصارها برفع أسلحتها اللامعة في ضوء الشمس ، ولا أثر لأي انتصار أو سعادة بين الجنود كل ما استطاع السيف رؤيته ، كان كسر الأسلحة وحشود من الرجال الجياع والعطاشى .لم يكن هناك أي طعام متبقي كل شيء كان مغطى بالتراب الذي تكسوه رائحة مثيرة للاشمئزاز ، فقد كان هناك العديد من القتلى نصفهم متفرقين على الأرض ونصفهم ينزفون من جروحٍ متعددة ، في هذا الوقت أدرك السيف أنه لا يحب الحروب ولا المعارك وقرر العيش في سلام وقضاء وقته في المشاركة في البطولات والمسابقات فقط .لذا في الليلة التي سبقت المعركة النهائية الكبرى حاول السيف إيجاد طريقة لمنع وقوع المعركة ، وبعد فترة بدأ السيف يهتز أولًا ثم أصدر صوتًا منخفضًا ، لكن هذا الأمر زاد شيئًا فشيئًا حتى أصبح يصدر ضجيجًا معدنيًا مزعجًا ، سألت سيوف ودرع الجنود الآخرين سيف الملك عما يفعله .فقال لهم : “لا أريد أن تكون هناك معركة غدًا فأنا لا أحب الحرب فأجابه أحدهم : “لا أحد يحبها ، ولكن ماذا يمكننا أن نفعل ؟ فقال لهم سيف الملك : اهتزوا مثلما أفعل وإذا صنعنا ما يكفي من الضوضاء فلن ينام أحد ، لذلك بدأت الأسلحة تهتز وأصبحت الضوضاء تصم الآذان .لقد كان الصوت مرتفعًا جدًا لدرجة أنه وصل إلى معسكر العدو ، وانضمت الأسلحة هناك إلى نفس خطة سيف الملك وبدئوا بالاحتجاج لأنهم كانوا هم أيضًا يكرهون الحرب ، وفي صباح اليوم التالي وعندما حان وقت بداية المعركة ، لم يكن هناك جندي واحد جاهز للقتال .فلم يتمكن أحد من النوم في تلك الليلة ، ولا حتى الملوك أو الجنرالات لذا أمضوا اليوم كله في النوم ، وخلال المساء بدئوا جميعهم يستيقظون ، وقرروا تأجيل المعركة لليوم التالي ومع ذلك فإن الأسلحة التي يقودها سيف الملك ، أمضت الليل كله في تكرار أغنية السلام الخاصة بهم .ومرة أخرى كان لا يمكن لأي جندي أن يستريح ، واضطر الملك لتأجيل المعركة مرة أخرى ، واستمر هذا في الأيام السبعة التالية وفي مساء اليوم السابع اجتمع ملوك الجيشين لمعرفة ما يمكنهم فعله بشأن الوضع الراهن ، كان كلاهما غاضبين من نزاعهما السابق لكنهما كانا يبدوان لبعض الوقت مستعدين لمناقشة ما بينهما من نزاعات .وكانت المفاجأة على وجهي الملكين عندما أخذا يتحدثان عن الارتباك في الليلتين السابقتين طوال النهار والليل ، والمواقف المضحكة التي خلقها كل ذلك ، ولم يمض وقت طويل قبل أن يضحك كلاهما مثل الأصدقاء من هذه القصص الصغيرة التي خلقها ضجيج السيوف .ولحسن الحظ أنهم نسوا خلافاتهم القديمة ووضعوا نهاية للحرب ، وعاد كل منهم إلى أرضه بفرحٍ مضاعف لعدم الاضطرار إلى القتال واستعادة صداقتهم ، ومنذ ذلك الحين ومن وقت لآخر كان الملكان يلتقيان للحديث عن تجاربهم كملوك ، فقد فهموا الآن أن الأشياء التي توحدهم كانت أكثر بكثير من أي شيء آخر يميزهم أو يفرقهم عن بعضهم البعض .القصة مترجمة عن :
The sowrd of Peace