في أحد أيام الربيع الجميلة ، خرج الأرنب الفطين من بيته في القرية البعيدة ، بدأ في النط على العشب الأخضر ، بين الأزهار الوردية ، وتمتع في اللعب تحت أشعة الشمس الذهبية .الذئب اللعين والأرنب الفطين :
رآه الذئب اللعين ، تحرك الذئب ناحية الأرنب ، ثم أخذ يقترب منه ، ببطء وهدوء شديدين ، فتنبه له الأرنب الفطين ، وخاف وارتعب ، ثم قفز دون أن ينظر حوله ، داخل دلو معلقة بفتحة بئر عميقة .الأرنب داخل البئر :
وصل الأرنب مع الدلو إلى قاع البئر ، وفي الحال ارتفع الحبل ، مع دلو أخرى إلى فتحة البئر ، أين أنت أين اختفيت ؟ صاح الذئب وهو ينظر داخل البئر ، أجابه الأرنب : أنا أصطاد السمكة الكبيرة !الذئب اللعين في ورطة كبيرة :
فقال له الذئب اللعين : ماذا ؟ ماذا تقول ؟ سمك في قاع البئر ! هذا مستحيل ، فقال له الأرنب : ان كنت لا تصدق انزل بنفسك وتأكد ، لم يستعمل الذئب اللعين عقله ، فقام بالقفز داخل الدلو ، وكان وزنه أثقل من وزن الأرنب ، فهبط إلى قاع البئر ، وفي الحال ارتفع الأرنب إلى أعلى فتحة البئر ، قفز الأرنب بسرعة البرق ، وعاد يلعب ويمرح ، تحت أشعة الشمس الذهبية ، تاركًا الذئب اللعين ، يصطاد السمك الكبير ، داخل البئر العميقة ، وظل الأرنب فرح وسعيد ، وتعالت ضحكاته الرنانه : هاها هاها هاها ..الذئب اللعين والخروج من البئر :
ظل الذئب اللعين يصرخ داخل البئر العميق ، يبحث عن أي مساعدة تخرجه من تلك الورطة الكبيرة ، لقد تعلق داخل البئر ويريد الخروج ، فظل يصرخ ويبكي ويصرخ ويبكي ، حتى اقترب منه أحد الذئاب المارة بالصدفة جانب البئر ، وساعد الذئب اللعين في الخروج .صاحب الذئب اللعين يخرجه من البئر :
سأله صاحبه الذئب الآخر باندهاش وتعجب شديدين : ماذا أدخلك في ذلك البئر العميق ؟ بماذا كنت تفكر وأنت تقفز فيه ؟ قص عليه الذئب اللعين حكايته مع الأرنب الفطين ، فقال له صاحبه الذئب الآخر : لقد أخذت جزاءك بسبب طمعك وغباءك ، لقد كنت تريد أن تخدع الأرنب ولكنه خدعك في النهاية ، وأوقعك في تلك الورطة ، هيا بنا نعود إلى بيتنا في الغابة ، ولا تملأ نفسك بالطمع والجشع مرة أخرى ، وحاول أن تستخدم عقلك ، فمن يصدق أن البئر فيه أسماك ، إنه يحتوي على مياه عذبه لشرب الماء ، والأسماك تعيش في المياه المالحة وفي البحار .أحس الذئب اللعين بالخطأ الذي اقترفه ، وكاد أن يودي بحياته ، وعاد إلى منزله في الغابة ، وهو خافض رأسه وحزين على ما فعل بنفسه .