قصة مَن الحرّ؟

---

كان الكلب والثعلب أبناء عم ، وعلى الرغم من ذلك فإنهما كانا خصمين ، وربما سيبقيان هكذا متخاصمين إلى الأبد ، وعلى ما قيل فإن السبب في هذه الخصومة كانت القطاة ، حيث أن الكلب قد رقد ذات يوم تحت شجرة التوت ، ثم لمح الثعلب وهو يحوم حول الحقل .هتف الكلب قائلًا : يا ابن العم ؛ صغيرك ثعلوب ليس هنا يا ابن العم ، فأسرع تجاهه الثعلب هامسًا في أذنه : هش ؛ إن القطاة هنا مع صغارها ، فردّ عليه الكلب بقوله : نعم أعلم هذا ، فتحدث الثعلب قائلًا : ليتك تعلم كم هي لذيذة ، في ذلك الوقت جحظت عينا الكلب ثم قال : ولكن لديها صغار يا ابن العم .فمال عليه الثعلب ثم همس قائلًا : اطمئن ، فإنني سآكلها هي وصغارها ، ثم صمت للحظة وعاد ليتحدث قائلًا : هذا سر يا ابن العم ، والحرّ من كتم السر ، ثم مضى الثعلب في طريقه وهو يتسلل بين أعواد القمح ، حيث أنه كان يبحث عن عش القطاة ، وفي ذلك الوقت رقد الكلب تحت الشجرة .حاول الكلب عبثًا أن يغفو محدثًا نفسه : الحر من كتم السر ، يا لهذه الحكمة ، ولكن ما هو ذنب القطاة وصغارها ، لم يتحمل الكلب أن يرقد ، فنهض سريعًا ثم أخذ يدور حول شجرة التوت ، كان يفكر في الثعلب ابن عمه ، وفي طائر القطاة التي لا تمت له بأي صلة ، ولكنها بريئة وطيبة ولديها صغار ، وتحدث : يا إلهي ، الحر من كتم السر ، ما هو العمل الآن .وكان الثعلب يبحث عن القطاة وصغارها ، ولكن بلا جدوى حتى كاد أن يُجن جنونه ، فلابد وأن الكلب ابن عمه قد قام بتحذيرها ، حقًا ، إنه هو الخائن الذي لم يكتم السر ، ومنذ ذلك الحين أصبح الكلب والثعلب متخاصمين ، على الرغم من أنهما أبناء عم ، وفيما يبدو أنهما سيبقيان هكذا على هذا الحال إلى الأبد ، فتُرى الآن من منهما هو الحر حقًا .الحكمة من القصة : عليك أن تساعد الآخرين دون خوف إذا أتيحت لك الفرصة لذلك.ملحوظة : “القطاة” هي نوع من أنواع اليمام وتُفضّل الحياة في الصحراء.القصة من الأدب العربي للكاتب : طلال حسن .