قصة السيدة رقية

منذ #قصص دينية

من المؤشرات التي لا يمكن إغفالها عن أهمية المرأة المسلمة في الدعوة والجهاد الإسلامي ، أن عدد من هاجر من النساء إلى الحبشة في ركب من هاجروا هن إحدى عشر امرأة ، تخلَّت عن أعراض حياتها الزائفة الزائلة من مال وولد وأهل وبلد في سبيل الله .تركت وطنها الغالي ومضت إلى الحبشة حيث الأرض النائية والغربة عن الجنس واللون والقوم في سبيل العقيدة التي آمنت بها ، وعندما أراد الله لهذا الدين الانتشار وانبثاق فجره ، كانت أول من هاجر هي وزوجها إلى بلاد غريبة فرارًا بعقيدتهما ودينهما .النسب :
السيدة رقية بنت محمد بن عبد الله صلَّ الله عليه وسلم ، كانت أمها السيدة خديجة رضي الله عنها ، ولدت بعد السيدة زينب رضي الله عنها  قبل البعثة النبوية بسبع سنوات ، وأدركت الإسلام ولُقِبت بذات الهجرتين لأنها هاجرت إلى الحبشة وإلى المدينة المنورة .زواجها :
قال أبو عمر بن عبد البر : ذكر أبو العباس محمد بن إسحاق السراج ، قال سمعت عبد الله بن محمد يقول : ولدت رقية بنت محمد صلَّ الله عليه وسلم ورسول الله ابن ثلاث وثلاثين ، وكانت رقية عند عتبة بن أبي لهب ، وأختها أم كلثوم عند عتيبة بن أبي لهب ، فلما نزلت الآية الكريمة { تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } ، فقال لهما أبوهما أبو لهب وأمهما أم جميل : فارقا ابنتي محمد ، وقال أبو لهب : رأسي من رأسيكما حرام إن لم تفارقا ابنتي محمد .ففارقاهما فتزوج عثمان بن عفان رضي الله عنه ، من السيدة رقية رضي الله عنها بمكة المكرمة ، ثم هاجرت معه إلى أرض الحبشة ، وولدت له هناك ابنًا فسماه عبد الله وبه كان يكنى .الهجرة إلى الحبشة :
كانت الهجرة هي المرحلة الثانية من مراحل الدعوة ، ومرحلة نضال من أدق مراحل النضال ، وإن كانت قد اتسمت بالمغامرة ، فإن المغامرة من أسمى ألوان النضال البطولي .يقول أنس بن مالك رضي الله عنه : خرج عثمان بن عفان رضي الله عنه ومعه امرأته إلى أرض الحبشة ، فأبطأ على رسول الله صلَّ الله عليه وسلم خبرهما ، فقدمت امرأة من قريش فقالت :  يامحمد ، قد رأيت خَتَنَك –أي صهرك- ومعه امرأته ، قال : على أي حال رأيتهما ؟ ، قالت : رأيته قد حمل امرأته على حمار ، من هذه الدابة الضعيفة التي تدب في المشي يسوقها .فقال الرسول صلَّ الله عليه وسلم : صحبهما الله ، إن عثمان أول من هاجر بأهله بعد لوط عليه السلام ، إن الهجرة إلى الحبشة كان الدافع إليها مخافة الفتنة ، والفرار إلى الله بدينهم ، ولم يكن الدافع إليها هو القيام بنشر الدين الإسلامي ، لأن بلاد الحبشة في ذلك الوقت كانت تدين بالمسيحية ، ولم تكن المسيحية هناك تتحمل أن يزاحمها الدين الجديد حتى ولو كان على رأس الحبشة ملك لا يُظلم عنده أحد .الهجرة إلى المدينة :
لقد كان الفرار بالدين هو سبب من أسباب الهجرة إلى المدينة ، ولكن ليس السبب الرئيس ، فالدافع الرئيس وراء الهجرة كان التحول والانطلاق ، حيث يتيسر للمهاجرين أن يؤسسوا في المهجر وطنًا لهم ، فقد كان الإسلام طوال ثلاثة عشر عامًا دينًا بلا وطن ولا دولة .وفاتها :
وتلقى رقية رضي الله عنها ربها ، بعد أن وقعت فريسة الحمى ، وكان ذلك أثناء معركة بدر رحم الله رقية ذات الهجرتين ، وعثمان ذا النورين ، وجزاهما عن جاهدهما وصبرهما أوفى الجزاء .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك