شهاب الدين الغوري هو البطل المسلم الشجاع وأول من غزا شبه القارة الهندية ، والذي تحالف ضده جميع مشركي الهند خوفًا منه ، ولكن البطل ظل يقاتل بكل بسالة ويجمع جيشه مرة تلو الأخرى حتى انتصر عليهم وظل يجاهد حتى سقط شهيدًا في النهاية .وقد كان
تاريخ المسلمين في بلاد ما وراء النهر حافلًا منذ عهد الخلفاء الراشدين رضي الله
عنهم ، حيث بدأ فتح بلاد ماوراء النهر في ذا الوقت المبكر من الدولة الإسلامية ،
ولكن في عهد الدولة العباسية قل اهتمام تلك الحكام بتلك المنطقة ، وظل الحال كذلك
حتى ظهور السلطان محمود بن سبكتكين وهو من الدولة الغزنوية ، وقد كان أول من دخل
بلاد الهند وفتحها وحطم الأصنام فيها وقضى على أمراءها الطغاة ، ولكنه لم يستقر في
الهند ولكنه كان يعود لغزنة عاصمة دولته ويولي حاكم على بلاد الهند .وظل
الحال كذلك حتى ظهر البطل شهاب الدين الغوري والذي ولد في عام 1162م ، واسمه هو
السلطان معز الدين محمد الغوري ، وهو ينتمي لقبائل تركية تسمى الغورية وسميت كذلك
لأنها كانت تستوطن منطقة جبال الغور وهي منطقة توجد في وسط أفغانستان حاليًا ، وقد
دخلت تلك القبائل الإسلام على يد القائد محمود بن سبكتكين .ولكن مع
مرور الوقت ضعفت الدولة الغزنوية بسبب تصارع أمراؤها ، واستقوت شوكة امراء الهند
الكافرين مرة أخرى ، وظل الحال كذلك حتى قام البطل شهاب الدين الغوري بتأسيس دولته
الدولة الغورية وقد سقطت الدولة الغزنوية بين يديه بالكامل عام 582 للهجرة .ولكن
ظهور الدولة الغورية القوية جعل أمراء الهند يشعرون بالقلق من المسلمين مرة أخرى ،
فاتفقوا فيما بينهم على تأسيس تحالف يسمى تحالف أمراء منطقة الأنهار الكبرى في شبه
الجزيرة الهندية ، وقد استغلوا بعض الخلافات بين أمراء الدولة الغورية وبدأ في الإغارة
على أراضي المسلمين .وفي عام
583م تجمع الأمراء الهندوس بقيادة كولة ودارت معركة كبيرة بينهم وبين المسلمين ،
وقد بدأوا في الانتصار على جيش المسلين حتى أن بعض الأمراء المسلمين ، فروا من أرض
المعركة ، إلا القائد العظيم شهاب الدين الذي ثبت ومعه مجموعة من جيشه وقد استبسل
في المعركة حتى أنه قد قتل أربعة أفيال بيده .وظل شهاب
الدين يقاتل حتى أثخنته الجروح وسقط على أرض المعركة ، فحمله اتباعه وانسحبوا من أرض المعركة ، ولكن
القائد العظيم لم ييأس أو يستسلم أبدًا ، ولكنه بدأ في تأسيس جيشه مرة أخرى ولكنه
استبعد منه القواد الذين انسحبوا مرة أخرى ، وقبل المعركة ، خطب القائد في قواده
” اعلموا أنني مانمت مع زوجتى وما غيرت الكفن عني ، وإنني سائر إلى عدوي
معتمدًا على ربي وليس على الغورية أو غيرهم ، فإن نصرنا الله عز وجل ونصر دينه فمن
فضله وكرمه ، ولكن لو انهزمنا لا تطلبوني فلن انسحب حتى لو هلكت تحت أقدام الخيل .وبالفعل
انتصر شهاب الدين انتصارًا كبيرًا على كولة وفتح مدن الهند ، ونشر فيها الإسلام ،
ولكن المشركين اصروا على التخلص منه ، فجهزوا جيشًا أكبر من السابق به 700 فيل
وحوالي 1000000 مقاتل بقيادة القائد الهندي بريتي ، ولكن الأمر المؤسف أن بعض
أمراء المسلمين قد انضموا للكفار ضد شهاب الدين ، ولكنه استطاع أن ينتصر عليهم
جميعًا وأسر بريتي ودخل عدد من المدن الهندية منها أجمير وهنسي وشرستي ، ودمر
المعابد الهندوسية واستخدم أحجارها لبناء المساجد .استمر
البطل العظيم في جهاده ضد المشركين الذين لم يجدوا طريقة للتخلص منه سوى بالخيانة
لأنهم فشلوا أن يهزموه في ساحات المعارك ، فاتفقوا مع مجموعة من الباطنية الخونة ومعهم
مجموعة من المماليك ، فدخلوا عليه محرابه وهو يصلي قيام الليل فطعنوه 22 طعنة ،
فمات شهيدَا وهو ثابت مرابط على صغر من ثغور الإسلام يعد جيشه لقتال الكفار ، وكان
ذلك في ليلة 1 شعبان عام 602 للهجرة .