نادراً ما تجد مساعدًا من دون اختصاصات لأي موظف في ترسانة ، كيبيل ، فوظيفة المساعد وفقط هذه لم تتجاوز دول العالم الثالث ، فما معنى توظيف شخصًا من دون أن تعطيه أي تكليفات محدده بالعمل ؟المساعد :
فقط هو مجرد مساعد يتحرك مع الخبير كظله ، وربما يحمل له الحقيبة كنوع من المساعدة بمسح الجوخ ، وفي أغلب الأحيان يكون هذا المساعد هو عين الإدارة ، التي تشك في أغلب الأوقات في موظفيها ، فيصبح المساعد أو حتى المستشار مجرد عصفورة ، والحقيقة أن آخر ما يلتفت إليه المسئولون عندنا هو استشارات المستشارين ومساعدات المساعدين ، الذين وضعوهم فقط كضالين ليقولوا لهم آمين !الغرب :
ولأن الناس في الغرب ، على الرغم من أن سنغافورة في الشرق لكن العقل والفكر غربي ، قد فهموا هذه الحقيقة جيدًا ، وفهموا كذلك أن العبرة ليست في كثرة الموظفين وتعدد المساعدين والمستشارين .إنما في سرعة انجاز الأعمال بأقل قدر من الخسائر ، وإذا حدثت خسائر لا قدر الله فيجب أن يكون المتسبب فيها معلوما جيدا ، وهذا لن يأتي بالطبع إلا بتحديد المسؤوليات ، بمعنى أن يعرف كل عامل ما عمله ، وأين وكيف وماذا ، وهذه الخمسة أسماء للاستفهام : ما ، كيف ، أين ، ماذا متى : هي سر نجاح أي مشروع ، فهذه الأشياء هي ما يجب أن يعرفه من سيؤدي العمل !!تفسير الاستفهام :
فما : هي ماهية وطبيعة هذا العمل ، وأين : هي المكان الذي سيتم فيه أداء ذلك العمل ، وكيف : هي كيف سيؤدي هذا العمل ، وماذا : هي ماذا يلزم لأداء هذا العمل من معدات وخامات وعمالة ، ومتي : هي متى سيتم تسليم هذا العمل ، ومتي هذه فقط كانت مهمة مستر ، آي .مستر آي :
ومستر آي ، أو هكذا كان مكتوباً ، على بادج ملابسه : Mr. I ، ظللنا كثيرًا نعتبره مجرد شخص سد خانة ، فقد كان لدينا على السفينة كثيرون من نوعية هؤلاء سد الخانة ، وكان آي يأتي كل مرة ولا يكلم أحدا نهائيا ، فقط كان يشير بيده ليأخذ الإذن بالنزول لأسفل غرفة الماكينات ، ومعه ملفات وقوائم مراجعة Checklists ، ويتجول لمدة خمس دقائق على الأكثر ، ليسجل بعض الملاحظات في قوائمه ، ثم ينصرف وهو يبتسم ابتسامة صينية ، لم تكن لها أي مغزى لدينا ، فهو في النهاية صيني ، والصينيون في نظرنا مجرد بني آدميين شبه بعض.ماذا يعني اسم آي :
ولكن بفضول المصريين ، أصر واحد منا ذات يوم على التحدث مع آي ، ومعرفة ما إذا كان صينياً صينياً أم أنه صيني تايواني ، فماذا ستعرف عن الصينيين أكثر من ذلك ؟ والبركة في أفلام جاكي شان !!تقدم الأخ ليسأله عن اسمه بالكامل ، على اعتبار أننا لم نقرأ اسمه إلا حرفاً واحداً وهو حرف I ، فضحك الرجل ضحكة صينية ربما تكون ضحكة مقلدة طبعاً ،فأن أعتقد أنه لا يوجد شيء صيني أصلي حتى الآن ، عدا فناجين الشاي المتبقية من طقم الصيني الخاص بالمرحومة والدتي ، المهم قال بانجليزية صينية اصلية : My name is I ، والحقيقة أن السيد آي قد نوّر المحكمة .فقد كنا ننتظر ذلك التوضيح بالفعل ، فسألناه مرة أخرى عن معنى اسمه الغريب هذا ، المكون من حرف واحد ، فقال الرجل أن اسمه ليس بالانجليزية ، ولكن بلهجة أحد أقاليم الصين ، ويعني بالانجليزية CHICKEN !!النهاية :
فلم يبادر أحد منا بالسؤال عما إذا كانت الفرخة مشوية أو محمرة أم على طريقة كنتاكي ، فلم ندرك بالطبع مدى تقبل الصينيين للهزار المصري ، الثقيل منه أو الحرّاق سبايسي ، أو ربما خوفا من مستر آي ، الذي يمكنه تسجيل هزارنا معه ويأخذه معه إلى الصين ، لتعيد تصديره لنا وللعالم كله بعد ذلك ، كمنتج هزار مصري تقليد صنع في الصين الشعبية .انصرف الأخ فرخه ، الشهير بآي ، بعد أن علمنا أنه موظف مهم في الترسانة ، فهو مسئول عن ضبط الجودة والالتزام بالبرنامج الزمني المحدد للأعمال ، لكن الغريب في الأمر أن إدارة الترسانة كانت تضع لتلك المهمة مجرد فرخه ، والمفروض أن مهمة مثل هذه ، من وجهة نظرنا نحن ، لا تحتاج إلى أقل من ديك رومي حتى ينفش ريشه على الجميع .