قصة الشيخ عبدالله العمودي

منذ #قصص نجاح

عبدالله العمودي المعروف بالقاضي والمصلح ، واحدًا من العلامات في تاريخ القضاء في المملكة ، وأحد أشهر أبناء جازان ، له مسيرة كبيرة ومشرفة في الدعوة والوعظ ، انتقل وسافر كثيرًا بحثًا عن العلم ، تتلمذ على يد أفضل علماء المملكة.شملت رحلته زيارة مصر والتعلم في الأزهر الشريف ، وعرف عنه شغفه بالكتابة والتأليف في شتى العلوم الأدبية والدينية ، فكان له باعًا كبيرًا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وفي الإصلاح بين المتخاصمين والمختلفين .كان له مكانته لدى أبناء المملكة جميعهم وحتى الملك المغفور له عبدالعزيز رحمه الله ، أصر على أن يبقى في مهنة القضاء ، لأطول فترة ممكنة حتى أن شعر الشيخ أنه غير قادر على مواصلة العمل ، بسبب تقدمه في السن ، فقرر أن يتقاعد ويعيش ما تبقى له بين أهله ومحبيه ، بعد أن قضى عمره بين التدريس والقضاء والعلم .الميلاد :
ولد عبد الله بن علي بن عبدالله باسند العمودي البكري في مدينة أبي عريش ، ويقال أنه ولد بين 1295هـ إلى 1299هـ لم يستقر المؤرخين على تاريخ محدد ، توفي والده وهو صغير ، فربته والدته وأحسنت تربيته ، وساعد والدته أحد أصدقاء الوالد اسمه مبارك .فكان هذا الرجل يقوم على شئون الأسرة وكان رجل صادق وأمين ، بنى للأسرة سقيفة على طريق السوق ، ومن ثم قام باستثمارها لتدر على الأسرة ربح يساعدهم على الحياة ، فكانت كاستراحة للمسافرين بها الماء العذب والطعام ، وكانت الأسرة تحبه وتحترمه وتناديه باسم الأب مبارك .النسب :
آل عمودي هم أسرة عرفت بحبها للعلم والشرف ، وقال عنهم بعض المؤرخين أنهم من سيبان من حمير ، ويقال أن الشيخ سعيد عيسى العمودي ولد في حضرموت عام 600هـ ، لقب بهذا الاسم لأنه كان كثير الصلاة ، ولأن الصلاة عماد الدين فقد أطلق عليه العمودي ، كان من المعروف عن الشيخ سعيد سعيه للإصلاح ، وحبه للجمع بين الناس .طلب العلم :
حرصت أسرة الشيخ عبد الله على أن يتعلم القرآن منذ الصغر ، وبعدها التحق بأحد حلقات القرآن عند آل عاكش ، ومن ثم درس الفقه والتفسير والحديث ، واللغة العربية والعديد من العلوم الأخرى ، درس مبادئ العلوم وبعدها سافر إلى ميناء الحديدة .تعلم هناك العلوم الشرعية في حوالي عام واحد ، بعدها ذهب إلى قرية المراوعة في شرق الحديدة ولازم كبار العلماء فيها من أجل دراسة أنواع جديدة من العلوم الشرعية من تفسير وحديث وفقه ولغة عربية ونحو وصرف .تم أجازته على كل العلوم التي درسها ، فانتقل إلى مدينة زبيد ودرس من جديد ، بعدها سافر لأداء مناسك الحج ، وأثناء الرحلة قابل العديد من العلماء ، وتردد كثيرًا في هذه الرحلة على مكة المكرمة من أجل أن يلتقي علماءها.سافر إلى مصر ليتعلم في الأزهر الشريف وبعدها هاد إلى أبي عريش ، ولكن في طريقة مر على بلدة ميدي ، وهناك التقى بالإمام محمد الإدريسي ، والذي عينه في القضاء عام 1344هـ والذي عمل فيه حتى عام 1365هـ ، وبعدها قدم طلب إعفاء ، وافق الملك عبدالعزيز رحمه الله لكنه عينه كمدرس للعلوم الشرعية .العمل :
تعددت أعمال الشيخ بين القضاء والتدريس والإرشاد والوعظ ، فقد تولى مهنته في القضاء بعد أن قابل السيد محمد بن على الإدريسي ، والذي كلفه بعمله في القضاء ، وكان في نفس الوقت يقوم بالتدريس في جامع المدينة ، كما كان يتولى الإمامة أيضًا .عمل فالقضاء مرة أخرى في جازان ، وكان له عدد من المبادرات التي انتهت جميعها بالمصالحة ، وكان من المعروف عن الشيخ أن له فاعلية كبيرة ، وقدرة على التفاوض ، وكان الجميع يحترمه من أصغر شخص إلى شيوخ القبائل والأعيان .وكان حريصًا على أن يستمر في الوعظ والتدريس طوال الوقت ، وكان طلابه يحبونه ويحترمونه بصدق ووفاء شديد ، حين قدم طلبًا للتقاعد عام 1365هـ من مهنة القضاء أمره الملك عبدالعزيز أن يستمر في مهنة التدريس .التراث الأدبي :
كتب العديد من المؤلفات والتي كانت في مختلف أنواع العلوم الشرعية من تفسير وفقه وحديث ، وكذالك كتب في التاريخ والتراجم والأنساب وأدب الرحلات ، وكانت له أيضًا مؤلفات شعرية عظيمة ، ما زالت باقية حتى يومنا هذا .أشهر كتب الشيخ هو كتال اللامع اليماني في تاريخ المخلاف السليماني ، والرحلة التعزية ، والمد الصيملي الفرق لفتى الصيلمي ، المرشد والبيان المفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ، الدر النفيس في ولاية الإمام محمد بن على بن إدريس .الوفاة :
توفي الشيخ عام 1398هـ بعد أن كبر في السن كثيرًا ، وبدأت أمراض الشيخوخة تهاجمه فكان لابد أن يلازم الفراش ، وبعد مسيرة ليست قليلة مع المرض ومسيرة كبيرة في العلم والعمل والدراسة ، توفي الشيخ بعد أكثر من 100 من العطاء .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك