هو أبو ريحان محمد بن أحمد ولقبه البيروني ، ولد في العام 973م بمدينة كاث في إقليم خوارزم المجاور لبحر آرال ، قضى البيروني السنوات الأوائل من عمره وهو متجولًا بين مدينتي كاث وجورجانيا ، وبدأ البيروني في التعلم وهو بسن مبكرة على يد المعلم والفلكي وعالم الرياضيات أبو نصر المنصور ، ونبغ وهو صغير بسن السابعة عشر في علم خط العروض كان يراقب أعلى ارتفاع للشمس بمدينة كاث .قضى البيروني أول 25 عام من حياته بإقليم خوازم ودرس فيها مختلف العلوم الدينية كالفقه والتفسير والطبيعية كالفلك والرياضيات وودرس الطب في نهاية القرن العاشر ، ومع اندلاع الحرب الأهلية في بلدته اضطر للذهاب إلى الري ثم غرغان وعاد لوطنه عام 1004م ، وكان الحاكم حينها لخوارزم هو أبو العباس مأمون والذي بدأ بتقديم الدعم لبحوث والأعمال العلمية التي يقدمها البيروني .وعين أبو العباس معلمه أبو النصر منصور ليكون شريك له في أبحاثه العلمية ، فقام حينها ببناء جهاز في جورجانيا من أجل مراقبة عبور الزوال الشمسية ، وكما بتسجيل خمس عشرة عملية مراقبة في العام 1016م .كما أنه قامت بترتيب مراقبة الخسوف مع أبي الوفاء والذي كان في بغداد حينها ، وقام البيروني بمراجعة الخسوفين وحسب فرق خطوط الطول بين مدينتي كاث وبغداد ، وقام بوضع مؤلف بعنوان التفهيم لأوائل صناعات التنجيم وكان الكتاب بعلم الفلك والرياضيات ، ووضع كتاب أخر وأسماه الصيدلة وتناول فيه أهم العقاقير والأدوية ، وكتاب قانون المسعودي وهو موسوعة شاملة في علم الهندسة والجغرافيا والفلك .وألف كتاب عن الأرض وأسماه الجماهير بمعرفة الجواهر وتناول الكتاب الجيولوجيا والأحجار الكريمة والمعادن ، وألف كتاب أخر عن مدينة خوارزم قام بوضع دراسة من أجل مقارنة التقويم في مختلف الثقافات والحضارات المتداخلة مع المعلومات الرياضية والفلكية والتاريخية وألف كتاب أخر في الإسطرلاب ، ثم ذهب عام 1017م غزنة وعينه محمود الغزنوي منجّمَ البلاط ورافقه في رحلته لبلاد الهند وتعلم السنسكريتية ووضع كتاب تاريخ الهند وعمل دراسة نقدية عنها .ثم في عام 1048م وافته المنية بعد حياة حافلة بالانجازات في مدينة غزنة وترك وراءه زخم ضخم من الأعمال والمؤلفات بمختلف العلوم والمعارف ظلت نبراسًا لكل عالم وباحث حتى يومنا هذا مازالت يأخذ بها بشتى العلوم ..