الشيخ عباس يوسف قطان الذي اشتهر بدعمه للعلم والعلماء وكرمه وحسن استضافته للزوار بموسم الحج فكان ينصب الموائد ويغدق على الفقراء ، ولهذا أوكل إليه الملك عبدالعزيز رحمة الله الكثير من المهام والمسئوليات فعينه أمين على العاصمة المقدسة ثم تم تعينه بمجلس الشورى وكلفه الملك بمهام أخرى .يعد الشيخ عباس من وجهاء مكة المكرمة حاز بثقة أبناء مكة وثقة الملك المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه وكان له دور بارز في مرحلة البناء والتشييد ، ولد الشيخ بمكة المكرمة عام 1313هـ ، وتلقى تعليمه الأول في الكتاب ثم بعد ذلك التحق بالمدرسة الصولتية ، وعنى والده بتعليمه تعليم خاص ، كان يجلب له الشيوخ بالمنزل لتعليمه التجويد وعلوم القرآن الكريم ، واللغة والفقه ، وكان يرسله أيضًا لمجالس العلم في المسجد الحرام بين صلاتي المغرب والعشاء .كان يحضر لكل من الشيوخ عباس المالكي وسعيد يماني والسيد المرزوقي والشيخ عمر باجننيد وأيضًا الشيخ عمر حمدان ، لذلك تزود الشيخ بالعلم الوفير ونهل منه .ساهم الشيخ في بناء مكتبة مكة المكرمة في موقع مولد الرسول صلّ الله عليه وسلم وكان ذلك من أهم أعماله بشعب علي ، قام الشيخ بالاتفاق مع أصهاره آل كردي واشترى مكتبة المرحوم الشيخ ماجد كردي الذي كان أحد أعيان مكة وحجاز وأحد مديري المعارف ، وتم تسليم المكتبة لوزارة الحج والأوقاف واشتهرت باسم المكتبة الماجدية وهي من أثمن المكتبات وأعرقها ، وتضم أقدم كتب التراث والكتب النادرة .كانت دار الشيخ بمكة المكرمة والطائف مفتوحة للجميع من أهل العلم والفضل ، وكانت الموائد تنصب للضيوف صباحًا ومساءًا ويستضيف الحجاج بموسم الحج ، ومن أبرز من نزلوا بداره الكاتب المصري محمد حسين هيكل باشا .فكان الشيخ موضع ثقة المؤسس وكان يكلفه بالعديد من المهام لرئاسة أمانة العاصمة ، وعندما انتهت إمارة الأمير عبدالعزيز بن إبراهيم على المدينة عين الملك الشيخ عباس عليها لتصريف أمورها لحين تولي الأمير السديري أمارة المدينة كان المؤسس رحمه الله يعتمد عليه في الأمور التي يحتاج فيها إلى اتخاذ اجراء معين .كما أن الشيخ عُرف عنه تفرغه للأعمال الخيرية والاجتماعية ، كما أنه كانت له أعمال خيرية كثيرة فساهم في إنشاء أول مبنى لتحفيظ القرآن الكريم ، وساهم في تشييد المدرسة في دار السيدة خديجة رضي الله عنها وباشر التشييد عام 1368م ، ثم قام بتسليم المبنى لوزارة المعارف وكانت هي أول مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم في المملكة وكانت النواه الأولى لمدارس تحفيظ القرآن الكريم بعد ذلك ، والتي نالت تقدير المجتمع .وفاته :
توفى الشيخ رحمه الله عليه في مكة المكرمة في بلدته التي أحبها بعد حياة حافلة بالأعمال والانجازات التي قدمها لخدمة حجاج بيت الله العتيق ، في صبيحة يوم الاثنين الموافق 16 من شهر رجب في العام 1370هـ ، فرحمه الله رحمة واسعة .