تألقت العديد من السيدات في المملكة بروعة إبداعهن ؛ مما مكنهن من اقتحام الحياة الاجتماعية والمشاركة فيها عن طريق تقديم أفكارهن العظيمة ؛ والتي كان من شأنها المشاركة في رفعة شأن الأمة العربية بوجه عام ، ومن بين الكاتبات المبدعات بالمملكة الكاتبة الروائية رجاء محمد عالم .وُلدت رجاء عالم في مكة عام 1956م ، حصلت على شهادة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة ، بدأت مشوارها في مجال الكتابة من خلال كتاباتها في جريدة “الرياض” بصفحة “حروف وأفكار” ، وكتبت أيضًا في الملحق الأسبوعي الذي يتبع نفس الجريدة .تمثلّت بداياتها في الكتابة الأدبية في مجال المسرح والرواية والمقالة ، أصبحت هي وأختها الرسامة شادية عالم شخصيتين بارزتين كثنائي متألق بمجالي الفنون والأدب ، استطاعت أن تحقق مكانة أدبية عظيمة ؛ لتصبح من أهم الأديبات في الوطن العربي .تنتمي رجاء عالم إلى الجيل الأحدث بالمملكة في فن كتابة الرواية ؛ منذ أن ظهر ذلك النوع الأدبي في المملكة خلال النصف الثاني من القرن العشرين ، تميز أسلوب كتاباتها الروائية بالرمزية الصوفية العميقة ، وقد قامت بتوثيق طبيعة الحياة في مكة .أصدرت العديد من الروايات التي اشتهرت على نطاق واسع ؛ حيث تُرجمت بعض أعمالها إلى اللغتين الإنجليزية والإسبانية ، ومن أهم أعمالها الروائية : طوق الحمام ؛ طريق الحرير ؛ موقد الطير ؛ خاتم ؛ ستر ؛ قرية النور ، وغيرهم العديد من الأعمال المتميزة .ورد الكثير من الكتابات النقدية لأعمالها ومنها ما صدر عن الدكتور عالي القرشي في كتاباته مثل كتابي نص المرأة ؛ حكي اللغة ونص الكتابة ، وهناك أيضًا ما قد جاء في موسوعة مكة المكرمة “الجلال والجمال” ، كما قام الشاعر الدكتور عزت محمود علي الدين بكتابة بحث يختص بالخطاب الروائي ومقاربات حول شكل الموقف وأبعاده عند الكاتبة رجاء عالم ، كما قام معجب العدواني بتحضير رسالة ماجستير تتحدث عن التناصية في واحدة من روايات رجاء عالم وهي رواية “طريق الحرير”.يوجد العديد من الكتابات النقدية الأخرى التي تحدثت عن كتابات رجاء عالم مثل ما ورد عن الكاتب الناقد الدكتور حسن النعمي ؛ والكتاب الذي صدر للكاتبة فاطمة فيصل العتيبي ، وكتاب سامي جريدي الذي يختص بالرواية النسائية داخل المملكة ، وقامت الكاتبة جميلة العبد الله بكتابة سيرة نقدية خاصة برواية “طوق الحمام” ، كما كتبت زهراء عبد الله آل سلام بكتابة كتاب شعرية الفضاء وهو يختص أيضًا برواية “طوق الحمام” .حازت رجاء عالم على جائزة البوكر في الرواية العربية خلال عام 2011م ؛ وذلك عن روايتها “طوق الحمام” ، وكانت الجائزة مناصفة بينها وبين الكاتب محمد الأشعري ؛ وذلك عن روايته “القوس والفراشة” ، وكان تكريمهما من خلال حفل تكريم أُقيم في أبو ظبي ، لتصبح بذلك الكاتبة رجاء عالم أول كاتبة تفوز بجائزة البوكر ؛ منذ إطلاقها عام 2008م .كان تقسيم الجائزة البوكر التي تصل قيمتها إلى خمسين ألف دولار بين الكاتبين ؛ هي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك ، وكانت الروايتان صادرتان عن نفس الدار وهي ” المركز الثقافي العربي” ، تحدثت رواية “طوق الحمام” عن خفايا العالم بمكة المكرمة ؛ حيث مرت الكاتبة من خلالها بمراحل حياتية عديدة ؛ مما جعلها كاتبة جديرة بالتميز عن استحقاق .