كان هي المرأة الأولى في التاريخ التي مارست السلطة والحكم وحكمت مصر قبل 3500 عام وكانت تحمل سلطة الفرعون كاملة ، كانت الملكة حتشبسوت هي الابنة الكبرى للملك تحتمس الأول وأمها الملكه أحمس ، توفى والدها وهي بعمر اثنا عشر عامًا ، فتزوجت من أخيها تحتمس الثاني حفاظًا على الدم الملكي ، وكان من أم أخرى وخلف أباه ثم ذهب العرش بعد ذلك لطفله تحتمس الثالث وقد ولد لزوجة أخرى له .وكان وفقًا لتقاليد الملكية تولي تولت الملكة حتشبسوت الحكم وظلت وصاية على الفرعون الصغير لسن البلوغ ، ولكن بعد أقل من سبع سنوات من ذلك أعلنت قيامها بأعمال الفرعون كاملة وتصبح هي الملكة الفعلية لمصر ، يقترح بعض المحللين أنها فعلت ذلك من أجل الرقي بالبلاد ومواجهة الأزمات السياسية ، ويعتقد البعض الأخر أنها فعلت ذلك لطموحها الشخصي ، وتهديد لفرع العائلة المالكة بالاستيلاء على الحكم وأنها تحمي العرش ، قام بتزويج ابن زوجها بأحد بناتها وحكمت عليه بالنفي خارج البلاد .حدث جدل سياسي كبير أثاء توليها للسلطة ممن جعلها تدافع بصلابة عن أحقيتها هي بالحكم ، وأكدت أن والدها هو من أشار لها بالحكم ، وجاءت بالكهنة لكي تؤكد أحقيتها بالحكم وإعادة بناء التماثيل والرسوم الخاصة بها وأمرت أن يتم رسم لحية ذكر لها ، بجانب صورها بالزي التقليدي للإناث ، كما أنها أحاطت نفسها بالمؤيدين لها منهم رئيس الوزراء سننموت ، وتبنت مشاريع كثيرة من أهمها المعبد في الدير البحري يعد واحد من العجائب الهندسية ، وكانت لها انجازات اقتصادية فإذهرت التجارة وخاصة تجارة العاج والأبنوس والذهب والجلود والبخور .ولكن ما لبث أن عاد ابن زوجها وأمر بقتلها عام 1458 قبل الميلاد ، ويقال أن أحد الكهنة أخذ الجثمان وقام بتحنيطه وتم اكتشافه حديثًا في أحد المقابر في وادي الملكات بمدينة الأقصر ، وحكم تحتمس الثالث بعدها لمدة ثلاثين عامًا كان قائد عظيم وتشابهه انجازاته مع انجازات حتشبسوت ، ولكن عمل على إزالة كل أثر لها ولم يتم بناء مقبرة عظيمة لها مثل باقي ملكات مصر ، وأزال كافة الرسوم والتماثيل الخاصة بها ودمر معبد حتشبسوت فالشكل الموجود عليه المعبد اليوم هو الواجهة فقط بسبب أنه دمر أجزاء كثيرة منه ، وكانت هي الملكة الأولى لمصر وفي التاريخ وجاءت كليوباترا لتنفرد بالحكم بعدها بأربعة عشر قرنًا من الزمان .