قصة نجاح النوخذه أحمد سالم الخشتي

---

لقد أثبتت العديد من الشخصيات الكويتية قدرتها على اعتلاء القمة في مختلف المجالات ، ومن بين تلك المجالات التي تلقى اهتمامًا كبيرًا مع مراعاة الحذر في التعامل معها هو مجال ركوب البحر وكيف يكون فن القيادة الصحيحة ، وحينما يتم التحدث عن رواد ركوب البحر فإن القبطان النوخذه أحمد سالم الخشتي يكون في المقدمة ، حيث أنه تميز ببراعته وحكمته في قيادة السفن الشراعية .نشأة الخشتي وحياته في الملاحة البحرية :
إن النوخذه أحمد سالم الخشتي هو واحد من أبناء الكويت ، وقد وُلد عام 1885م ، وكان يسكن بالحي القبلي فريج سعود ، ومنذ أن ترعرع بدأ في تعلم ركوب البحر والملاحة وكافة أساليب التنوخذ ، لذلك تمكن من الوصول إلى الريادة في مجال قيادة البحر وهو في ريعان شبابه ، حيث أصبح واحدًا من قادة الملاحة بمنطقة الخليج العربي حينما بلغ العشرين من عمره .كان والده هو النوخذه سالم الخشتي ، والذي تعلم منه كيفية قيادة السفن وأساليب التنوخذ ، عُرف عن النوخذه أحمد سالم الخشتي اعتداله وحذره أثناء قيادة السفن ، فكان لا يعاند الرياح أو أي ظروف صعبة بل تميز بصبره وحكمته ، لأنه كان يُقدّر مدى خطورة ركوب البحار ، وقد كان القبطان الإنجليزي “شورهام” الذي كان في قيادة المنور البريطاني مُعجبًا بقيادة النوخذه أحمد الخشتي ، وذلك حينما كان في زيارة للكويت خلال عام 1938م ، حيث شهد له بحسن قيادته وحكمة تصرفه .عاش النوخذه أحمد الخشتي في البحار نحو أربعين عامًا قضاها في قيادة السفن ، حيث قد جابه البحر وتحمل مشقة السفر ومدى قسوة الأمواج ، فكان واحدًا ممن يسعون إلى بناء مستقبل بلدهم الكويت قبل النفط .وهو ما جعله في قائمة الشخصيات القيادية الرائدة في الخليج العربي ، وقد انتهت مسيرته العملية في مجال الملاحة وركوب البحر في منتصف الأربعينيات ، ثم حلّ محله في قيادة السفن الشراعية شقيقه النوخذه خالد الخشتي .وقد فارق النوخذه أحمد سالم الخشتي حياة البحار قبل أن تنتهي حياته بنحو عشرين عامًا ، حيث وافته المنية خلال عام 1964م ، وكانت حركة الملاحة البحرية التي تستخدم السفن الشراعية في ذلك الوقت قد توقفت عن العمل .وكأنه فارق الحياة بعد فراق السفن الشراعية عالم البحار ، ولكن ذكراه بقيت شامخة في إصرار ، وذلك لأنه كان من بين الرجال الذين كافحوا وشحذوا كل همتهم من أجل الكويت ، حيث تمكنوا من صناعة اقتصاد لبلدهم الكويت قبل أن يهبها الله نعمة النفط .روزنامة النوخذه أحمد سالم الخشتي :
قام يعقوب يوسف الحجي بتأليف كتاب تحت عنوان “روزنامة أحمد سالم الخشتي ” وهو كتاب ضمن سلسلة الروزنامات التي تعود إلى نواخذة الكويت ، وتتضمن هذه الروزنامة التي نُشرت عام 2002م اليوميات البحرية الخاصة بالنوخذه أحمد سالم الخشتي .حيث تحتوي على سجل تاريخي لرحلاته ما بين الكويت وسواحل شبه الجزيرة الهندية عبر المحيط الهندي وبحر العرب ، حيث كان يقود السفن الشراعية التي حملت المواد التجارية بين موانئ الكويت والخليج والهند وسواحل أفريقيا وبحر العرب .أوضحت الروزنامة مدى تمكن أحمد الخشتي من علوم البحار وبلوغه القمة ومهارته في قيادة السفن الشراعية ، كما أوضحت مدى معرفته الدقيقة بالموانئ وطرق الإبحار واختياره للأوقات الأنسب من أجل انطلاق الرحلة ، ودرايته بمسارات عبور بحر العرب والمحيط الهندي ، وبذلك فإن النوخذه أحمد الخشتي ترك أثرًا واضحًا في عالم البحار بمنطقة الخليج العربي .