سوبهاس
تشاندرا بوز هو من القوميين الهنود وأحد رموز حركة الاستقلال ، وكان يدعى أيضًا
نيتاجي ، وخلال فترة الحرب العالمية الثانية ألقى البريطانيين القبض على هذا الناشط
المتحمس 11 مرة ولكنه استطاع الفرار أخيرًا ، وقد استطاع أن يقود الآلاف وتوحيد
صفوفهم من أجل الكفاح ضد الاستعمار البريطاني ، وفي عام 1945 ذكرت اليابان أن سوبهاس
قد لقي حتفه في حادث تحطم طائرة ، ولكن كثير من الهنود اعتقدوا أنه خبر وفاته زائف
ولكنه لم يظهر مجددًا ، ومازال الكثيرين يحيون ذكراه لشجاعته وتضحيته من أجل بلاده
.ولد
نتاجي سوبهاس تشاندرا بوز في 23 يناير عام 1897م في عائلة ثرية وكان له 13 أخ وأخت
، وقد حصل على تعليم جيد منذ طفولته ، ودرس في كلية الرئاسة ولكنه لم يكمل دراسته
في الجامعة لأنه هاجم أحد أساتذته الذي تحدث بكلام ضد الهند ، فتم طرده من الجامعة
، فتابع دراسته في كلية الكنيسة الاسكتلندية وحصل على البكالوريوس في الفلسفة .بعد
التخرج سافر سوبهاس إلى بريطانيا ليدرس في كلية فيتزويليام ، ولكنه عاد للهند
بسرعة لأنه لم يرغب في العمل في بريطانيا ، بعد وصوله للهند مباشرة شارك مع
القوميين في مناهضة الاحتلال البريطاني ، وتم سجنه عام 1925م وخلال بقاؤه في السجن
أصيب بمرض السل ، ولكن السجن والمرض لم يمنعاه من مواصلة الكفاح .وفي عام
1927م أطلق سراحه ، وبدأ ينضم للمؤتمر الوطني الهندي وعمل كأمين عام لهم ، وقد
ورطه هذا في مشاكل أكبر مع البريطانيين ، ولكن هذا لم يقلل من نجاحه وفي عام 1930 م
أصبح رئيس بلدية كلكتا كما عمل لفترة قصيرة كرئيس للمؤتمر الوطني الهندي ولكنه
استقال بسبب خلافات مع غاندي .وفي عام
1940م نظم مظاهرة كبيرة وتم اعتقاله مرة أخرى ، وخلال وجوده في السجن هذه المرة
فكر أن يطلب المساعدة من قوى المحور ضد بريطانيا ، ولكن كان عليه أن يخرج من السجن
أولًا ، فأعلن إضراب شامل عن الطعام فتم إطلاق سراحه بعد ستة أيام ، وكان ينوي الذهاب
إلى برلين .ولكن
خروج سوبهاس من الهند تطلب ترتيبات كبيرة حيث كان المنتظر أن تتم جلسة محاكمته في
26 يناير 1941م ، فاتفق مع قائد سيارة أن يقله في نفس اليوم في الصباح الباكر وهو
يرتدي زي المسلمين ، ثم ينقله إلى القطار الذي ينقله إلبيشاور في باكستان ، ثم
التقى هناك بأحد أتباعه الذي نقله إلى أفغانستان ، وهناك لجأ للسفارتين اليابانية
والروسية ، ولكن أيا منهما لم يساعده ، وفي النهاية ساعده السفير الإيطالي ومنح
جواز سفر إيطالي سيارة لتنقله إلى روسيا ، ثم سافر من موسكو إلى برلين أخيرًا في 3
أبريل 1941م .عندما
أعلن سوبهاس عن أهدافه في محاربة البريطانيين للقيادات الألمانية منحوه الدعم المطلوب وسمحوا له بإنشاء مركز الهند الحرة ،
والذي سمح له بحشد الدعم لاستقلال الهند في أوروبا، واستطاع أن يكون جيشًا صغيرًا
يسمى فيلق الهند الحر ، وفي البداية اعتمد على الطلاب الهنود الذين يدرسون في
ألمانيا ، ثم أقنع مجموعة من الأسرى الذي أسرتهم ألمانيا أثناء خدمتهم الإجبارية
في الجيش البريطاني بالانضمام إليه ، وتم تدريبهم تحت إشراف الألمان ، وأقسم هؤلاء
الجنود الذي بلغ عددهم حوالي ثلاثة آلاف على الولاء لهتلر والعمل على تحرير الهند
بقيادة سوبهاس .وقد
التقى سوبهاس بقادة ألمان مثل هاينريش
هيملر ،وفي النهاية قابل هتلر ، وفي الواقع فإن نوايا هتلر تجاه الهند لم تكن
واضحة فقد اعتقد البعض أنه ينوي اجتياحها بمجرد الاستيلاء على روسيا ، وخلال
اجتماعه مع هتلر أخبره هتلر أن على جيشه أن ينتقل إلى اليابان لأن اليابان تؤيد
فكرة طرد الاستعمار الغربي من آسيا .انتقل
سوبهاس لليابان على متن غواصه ألمانية نقلته إلى غواصة يابانية ، وهناك قاد الجيش
الهندي الحر ، ولكن عندما خسرت اليابان في الحرب لم تعد قادرة على تقديم أي مساعدة
لقضية الهند ، فاضطر للبحث عن دعم خارجي من دولة أخرى ، وفكر أن الاتحاد السوفيتي
في حالة عداء مع بريطانيا لذلك يمكن أن يساعدوه .وبعد
أيام من من استسلام اليابان كان يخطط للسفر إلى دايرن في منشوريا وكانت دايرن لا
تزال تحت سيطرة اليابان ولكن السوفييت كانوا يسيطرون على بقية المنطقة ، وفي يوم
18 أغسطس 1945م استقل طائرة من طراز ميتسوبيشي كي-21 من سايغون ، وبعد عدة أيام
ظهر تقرير رسمي يفيد بأن الطائرة تحطمت في تايوان وأن سوبهاس أصيب بحروق أدت
لوفاته ، وتم إحراق رفاته وإرسال رماده إلى معبد في الهند .