قصة معركة موسكو

منذ #قصص حروب

معركة موسكو هي واحدة من أشهر معارك الحرب العالمية الثانية التي تمت على الجبهة الشرقية ، وترجع أهميتها إلى أنها غيرت مجرى الحرب العالمية تمامًا ، ومصير ألمانيا بأكملها لعدة عقود تالية .

خلفية المعركة : بدأت الحرب العالمية الثانية بشكل رسمي باحتلال هتلر لبولندا ، والذي كان وقع اتفاق يسمى معاهدة “مولوتوف-ريبنتروب” مع الاتحاد السوفيتي وشنا الهجوم معًا على بولندا عام 1939م ، وتقاسم البلدان الأراضي البولندية فيما بينهما ، بعدها مباشرة أعلنت إنجلترا الحرب على ألمانيا وتبعتها فرنسا ، وقد يبدو من هذا الغزو أن ألمانيا والاتحاد السوفيتي كانا حليفين ولكن واقع الأمر كان غير ذلك تمامًا .

بعد ذلك قام هتلر باجتياح كلًا من هولندا وبلجيكا وفرنسا بنجاح كبير ، بينما كانت الطائرات النازية تصب قنابلها على لندن ، وكان يبدو أن إنجلترا هي الوجهة التالية لهتلر ، ولكنه في الواقع كان ينوي تأجيل أي اجتياح بري لبريطانيا ، قبل أن يحقق هدفه الأساسي وهو احتلال الاتحاد السوفيتي لاستغلال موارده من النفط والموارد الزراعية وتوسيع دولة ألمانيا النازية باتجاه الشرق واستعباد الروس للعمل في المجهود الحربي لصالح الجيش النازي .

وكان هتلر قد دون في مذكراته عام 1925م أنه عندما يصل للحكم سوف يغزو الاتحاد السوفيتي الذي يحكمه بلاشفة يهود لأنه مصدر كبير للموارد ، كما أن البلاشفة من عرق أدنى من الجنس الأري الألماني وأن الحروب القادمة سوف تكون حرب أعراق .

وقد أرسل جواسيس ستالين إليه رسالة يحذروه فيها من هجوم ألماني وشيك ، ولكنه لم يصدق الرسالة بسبب وجود معاهدة بينه وبين الألمان النازيين ، وفي فجر يوم 22 يوليو تسلل الجنود الألمان إلى داخل حدود الاتحاد السوفيتي لبدء عملية واسعة أطلق عليها هتلر اسم ” بارباراوسا”، وصل عدد الجنود الألمان الذين اجتاحوا الحدود 3 مليون جندي ، مدعمين بفرق من الطائرات والدبابات والمدافع ، ولم يكن الجيش السوفيتي يملك أسلحة متقدمة مثل ألمانيا في ذلك الوقت كما أنهم كانوا غير مستعدين للمعركة لذلك استطاع الجيش النازي بقيادة الجنرال غودريان أن يجتاحوا عدد من المدن السوفيتية الكبيرة مثل أوكرانيا ولينينخراد بسهولة .

بعدها توجه الجيش النازي لاحتلال موسكو عاصمة الاتحاد السوفيتي ، ولكن الجنود كانوا قد أرهقهم البرد وأيضًا نقص الموارد واتساع المساحة التي قطعوها ، لذلك كان الجيش الذي يقف على أعتاب العاصمة موسكو منهك تمامًا .

كان ستالين قد جند عدد كبير من الرجال لصد الهجوم الألماني ، ولكنه فقد معظمهم في المعارك ، لذلك قام ستالين بتوزيع حوالي 800 ألف رجل فقط ضمن 83 فرقة للدفاع عن العاصمة موسكو ، وفي 30 سبتمبر عام 1941م بدأ الألمان بتنفيذ عملية اجتياح موسكو والتي أطلق عليها اسم عملية تايفون .

وفي ذلك الوقت بدأ الفلاحون الروس في القرى القريبة بالفرار وحرق جميع الأراضي والأبقار الموجودة في قراهم ، لتنفيذ ما يعرف بسياسة الأرض المحروقة ، والهدف منها دم ترك أي موارد غذائية أمام الجيش الألماني ، وفي البداية استطاع النازيون قتل وأسر عدد كبير من الروس ، حث وصل عدد الأسرى الروس في معارك موسكو فقط حوالي 663 ألف أسير ، ولم يتبقى من الجيش الأحمر السوفيتي سوى 90 ألف رجل ، و150 دبابة ، وهنا أعلنت الحكومة الألمانية أنها قاب قوسين أو أدنى من الاستيلاء على موسكو .

في ذلك تدهور الطقس في موسكو بشكل غير عادي ، واستمر هطول الأمطار وتحولت الأراضي إلى وحل ، مما أعاق مرور الدبابات الألمانية ، واضطرت القيادة لإيقاف العملية تايفون بشكل مؤقت .

وقد استغل ستالين تلك الفترة لتجنيد عدد كبير من الشباب ، وقد ساعدته شبكة خطوط السكك الحديدية التي يستخدمها الجيش الأحمر في تجميع 11 جيش وتشكيل 30 فرقة جديدة كان قد استدعى معظمهم من سيبيريا بعد أن أخبرته المخابرات أن اليابان لا تشكل خطرًا على السوفيت في ذلك الوقت .

قام الجيش السوفيتي بعمل هجمات مضادة وحرب استنزاف ضد النازيين المنهكين ، ومما زاد وضعهم تعقيدًا بدأ موسم العواصف الثلجية في روسيا والتي لم يعتاد الألمان على مثلها ، كما أن الثلوج منعت الطيران النازي من استئناف هجماته على موسكو ، ورد ستالين بمحاصرة القوات الألمانية مما أدى لانسحابها ناحية الغرب وتم إيقاف الهجوم الألماني عند خط موجاسيك الدفاعي الذي يقع على بعد 120 كلم من العاصمة موسكو .

وانتهت معركة موسكو رسميًا في أبريل 1942م ، بعد أن تكبد كلا الطرفين خسائر فادحة ، ولكن الجيش السوفيتي كان قد جند الكثير من الشعب في تصنيع السلاح مما أدى لتقدمه العسكري بشكل كبير ، أما ألمانيا فبخسارتها لتلك المعركة بدأت خسارة الحرب العالمية الثانية بأكملها .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك