كان هناك شاب يتمتع بالخلق الكريم وحسن التربية وبهاء الطلة، ويبلغ من العمر ثلاثة وعشرون عامًا، أنهى هذا الشاب دراسته وانتظر فرصة للعمل وبالفعل جائته تلك الفرصة،
ولكن عمله تطلب أن يغادر مدينته ومنزله وينتقل إلى مكان آخر، وبالفعل قبل الشاب فرصة العمل وانتقل إلى مكان عمله واستقر بالمدينة الجديدة.
كان عمل الشاب يتطلب التعامل مع الكثير من النساء، وكان هذا الشاب كما يمكن أن نطلق عليه خام لا يعرف في أمور النساء ولم يمر بتجارب حب في حياته، فلم يكن يعرف كيف يتعامل مع تلك المشاعر.
مرت أيام الشاب وهو يعمل في المكتب الذي عين به ولا يلتفت لمن يمر عليه من النساء، ولكن كان هذا اليوم مختلف كثيراً إذا حضر كالمعتاد عدداً من النساء إلى المكتب وكان من بينهن تلك الشابة التي أعجبت كثيراً بهذا الشاب.
انتهوا من أعمالهم في المكتب وغادروا إلا أن تلك الشابة تعلقت بهذا الشاب الخلوق وقررت أن تتعرف به فهي كانت أكثر جرأة منه، وبالفعل كان معها الهاتف الخاص بالمكان ففي اليوم التالي اتصلت بالمكتب وهي كلها أمل بأن من يرد على الاتصال هو الشاب.
دق جرس الهاتف في المكتب وكان الشاب هناك فرد وتحققت أمنية الفتاة وبدأت في التحدث معه وتكررت تلك الاتصالات، ومع تزايد المكالمات كانت المشاعر تزداد في قلب الفتاة، فاعترفت له بما تحسه تجاهه.
كان رد الشاب أنه لا يفهم في أمور الحب ولم يمر بها من قبل كما إنه لا يعرفها، فهونت عليه وأبلغته بأنها ستعلمه كل شيء وسيعرفها ماداموا معًا.
صدقت الفتاة وعلمت الشاب كل فنون الحب والغزل، وتعرف عليها أكثر وتعلق هو أيضاً بها، واشتاق كثيراً لأن يراها ويعرفها بعيداً عن الهاتف، ليعرف شكلها كما تعرف هي شكله.
طلب الشاب من الفتاة أن يراها فوافقت واتفقت معه على أنها هي وأهلها سيخرجون إلى الكورنيش يوم الخميس وهناك يستطيع رؤيتها لمعرفة كيف تبدو.
مر الوقت على الشاب ببطئ جداً وهو في انتظار اليوم الموعود ليراها، وجاء يوم الميعاد وتأهب الشاب لموعده، وهاتفته الفتاة حتى تخبره بميعاد الخروج الذي كان في الثامنة مساءً، وعندما يصلون للمكان ستهاتفه ليعرف مكانهم بالتحديد.
وصل الشاب إلى الكورنيش وبدأ في محاولة الاتصال بالفتاة، إلا أنه لم يجد أي اجابة لاتصالاته واستمر على هذا الحال أكثر من عشر دقائق، ولكن لفت انتباهه أن الشارع ازدحم حتى توقف المرور به،
فذهب ليستطلع الأمر فعرف أن هناك حادث سيارة وكل من بها ماتوا ما عدا فتاة واحدة.
كان الشاب في تلك الاثناء يحاول الاتصال بالفتاة وسمع من بين الأجساد الملقاة في الشارع صوت رنة هاتف فبدأ في البحث عن هذا الهاتف وكانت المفاجأة القاسية على الشاب، أن هذا هو نفس الرقم الذي يتصل به ورأى صاحبة الهاتف التي كانت فتاة في منتهى الجمال.
نقلت سيارة الإسعاف الفتاة التي كانت مازالت على قيد الحياة إلا أنها ماتت أثناء نقلها، ولم يتحمل الشاب ما حدث ففقد الوعي وادخل المشفى على اثر الصدمة، وظل متأثراً بما حدث حتى إنه ترك العمل وعاد إلى مدينته وأهله.