في شتاء عام 1967 حلت الفوضى على مكتب احد المحامين المرموقين فى مدينة " روزبنهابم بجنوب المانيا " ...
بسبب الإحداث الغريبة خلال الصيف . .
بدأت تليفونات المكتب عبثها ولهوها ... في بعض الأحيان كانت أجراس التليفونات تدق جميعها في نفس الوقت دون ان يكون هناك اي متكلم على الجانب الآخر منها, وخلال أحاديث العمل التليفونية كان المتحدث يسمع أصوات طقطقة وتكتكة تشتت فكره ...
قدم مدير المكتب شكوى الى شركة التليفونات فأوفدت الشركة بعض مهندسيها لإصلاح الخلل إلا أنهم لم يكتشفوا اي خلل فى الاجهزة أو التوصيلات , وكل ماقالوه عند انصرافهم هو أن الخطوط التليفونية للمكتب في أحسن حال .
ولكن عندما تواصل العبث وتواصلت الشكاوى , أوفدت الشركة مجموعة من أفضل مهندسيها . أمضت هذه المجموعة عدة أسابيع في المراجعة الدقيقة إلا ان اللغز زاد غموضاً عندما اظهرت الأجهزة الهندسية ان عشرات الاتصالات تتم من أجهزة تليفون متوقفة عن العمل لأسباب خاصة بالشركة .
بالإضافة إلى أن بعض التليفونات كان يجري طلب ارقامها بسرعة غير طبيعية , وبشكل يثير الدهشة وفي احد الأيام أظهرت عدادات شركة التليفونات أن رقم 119 وهو رقم الساعة ألناطقة جرى طلبه 46 مرة في 15 دقيقة !!
مع تصاعد هذه الأعراض بدات المسألة تدخل في طور جديد ...
أدوات مكتب المحاماة بدأ بعضها يتململ ويتحرك حركات غريبة . . مصابيح النيون بدأت تدور حول نفسها وتخرج من أماكنها . . مصابيح الإضاءة العادية بدات تنفجر . . الأدراج كانت تخرج من مكاتبها .
ثم أخذت اللوحات ألمعلقة على الحائط تدور حول نفسها .
والتيار الكهربائي كان ينقطع ويعود بلا سبب أو منطقي . . باختصار عمت فوضى شاملة في مكتب المحامي ...
كل الذين تصدوا لبحث أسباب هذه الظواهر ,
خبراء هندسة التليفونات والكهرباء وفريق علماء الطبيعة الموثوق بهم , اضطروا آخر الأمر إلى الاعتراف بعجزهم , لم يجدوا أسباباً من أي نوع يمكن أن تعزي إليها هذه الأحداث غير العادية , غاية ما توصل إليه هؤلاء ء الذين كان قد وصل عددهم الى 40 خبيراً هو أن هذا الشغب والفوضى سببهما " قوى يتم التحكم فيها بشكل ذكي!
أخيراً تم استدعاء دكتور هانز بندر , وهو من اكبر الباحثين في مجال الظواهر الباراسيكلوجية "أي التي تتصل بالقدرات غير العادية للعقل البشري" ...
عكس غيره من الخبراء استطاع دكتور بندر , ومن اصطحبه معه من مساعدين ان يصلوا مباشرة الى تشخيص سبب هذه المتاعب , نتيجة لانهم كانوا قد تصدوا لدراسة العديد من مثل هذه الوقائع . .
قالوا : إن مسبب هذه الأحداث في مكتب المحامي هو أحد الأشباح المشاغبة ويطلقون عليها في الألمانية "بولتر جيست" ..
في عام 1945 وصف الباحث البريطاني الشهير هنرى برايس هذه الأشباح المشاغبة بعد دراسة حالات في جميع البلاد والازمان "قائلأ إنها شريرة مخربة , تميل الى إحداث ضوضاء وجلبة , وهي قاسية و غريبة الأطوار , يمكن وصفها باللصوصية الاستعراضية تفتقد اي هدف لنشاطها , ماكرة ترفض اي نوع من التعاون . حقودة ,متهورة , مكايدة , بلا خلق , ألاعيبها لاتنفذ . . !!