في يوم من الايام شعر فلاح بالغضب الشديد علي صديقه واخذ يقذفه بأبشع الكلمات الجارحة المؤلمة، ولم يرد عليه صاحبه أو ينطق، ظل ينظر إليه في صمت موجوعاً من اثر كلماته،
فتركه الفلاح وانصرف الى منزله، ولكن بعد مدة قصيرة هدأت اعصابه وبدأ يشعر بالندم لأنه احزن صديقه واخذ يعاتب نفسه قائلاً : كيف خرجت هذه الكلمات من فمي ؟! سوف اذهب الآن على الفور واعتذر من صديقي .
وبالفعل اسرع الفلاح الى منزل صديقه وفي خجل وندم شديدين قال له : انا اعتذر منك يا صديقي، ارجوك سامحني هذه الكلمات الجارحة التي قلتها لك، تقبل الصديق اعتذاره، ولكن لم يشعر الفلاح بارتياح ايضاً، وعاد الى بيته وهو يشعر بالغصه والحنق، واخذ يعاتب نفسه ويلومها مرات ومرات على هذه الكلمات التي احزنت صديقه، لم يسترح قلبه ابداً من يومها .
فقرر الفلاح ان يلتقي بشيخ القرية ويعترف له عما بدر منه عله يساعده في هذه المشكلة التي تؤلمه وتؤرق نومه، قال الفلاح للشيخ : ارجوك ساعدني اريد ان تستريح نفسي ويهدأ قلبي وبالي، فإني الوم نفسي بشدة على هذه الكلمات التي بدرت مني في حق صديقي،
قال له الشيخ : إن اردت ان تستريح وتهدأ قم بملأ جعبتك بريش الطيور واعبر على جميع بيوت القرية، وضع امام كل منزل ريشة واحدة .
تعجب الفلاح من هذه الفكرة ولكنه قرر تنفيذها بأي حال من الاحوال وبالفعل قام بتنفيذ ما طلبه الشيخ، ثم عاد إليه من جديد،
قال له الشيخ : الآن اذهب واجمع الريش من امام جميع البيوت، عاد الفلاح ليجمع الريش ولكنه وجد ان الرياح قد حملت الريش والقت به بعيداً ولم يستطع العثور سوى على عدد قليل جداً من الريش امام الابواب، فعاد حزيناً الى الشيخ .
في هذه اللحظة اقترب منه الشيخ وقال له : كل كلمة تنطق بها أشبه بريشه تضعها أمام بيت أخيك، ما اسهل ان تقوم بذلك، ولكن الصعب فعلاً ان ترد الكلمات الى فمك من جديد بعد أن بدرت عنك مثلما يكون من الصعب عليك ان تقوم بجمع الريش، إذن عليك ان تجمع ريش الطيور.. او تمسك لسانك .