كان رجل يمتلك جواد أصيل مميّز، رغب رئيسُ قبيلة في شرائه، فرفض الرجل بيعه.
أصر رئيس القبيلة الحصول على الجواد ولو بالخداع .
فقد علم أنّ الرجل معتاد أن يذهب إلى الغابة ممتطياً جواده، فذهب وتمدّد على الطريق، وتظاهر بأنه شحّاد مريض، ولا قوّة له على المشي. فترجّل الرجل عن حصانه، وقد أخذته الشفقة، وعرض عليه أن ينقله على حصانه إلى مستوصف لتطبيبه، وساعده على ركوب الحصان. وما أن استقرّ صاحبنا على ظهر الجواد حتى لَمزَه برجله وأطلق له العنان. فشرع الرجل يركض وراءه ويصيح به ليتوقّف.
ولمّا أصبح على بعد كافٍ ليكون في أمان، توقّف ونظر إلى الوراء، فبادره الرجل بهذا القول:
* لقد استوليت على جوادي، لابأس! إنّما أطلب منك معروفاً..
ـ وما هو؟
* ألَّا تقول لأحد كيف حصلت على جوادي.
ـ ولماذا ؟
* لأنه قد يوجد يوماً إنسان مريض حقًّا مُلْقًى على قارعة الطريق ويطلب المساعدة، فإذا انتشر خبر خدعتك، سيمرّ الناس بالمريض ولن يسعفوه خوفاً من أن يقعوا ضحية خداع مثلي.
ابذل النّصح حتّى لمن أساء لك فإنّ النّصح أمانة وتركه خيانة،
وليكن حرصك على تبليغ الأمانة
بصدق أكبر من حرصك على استرداد الحق..